للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قراءة سورة الإخلاص ثلاثاً هل تعدل ختم القرآن؟

المجيب د. محمد بن عبد الله القناص

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

القرآن الكريم وعلومه/مسائل متفرقة

التاريخ ٢٧/٠٨/١٤٢٦هـ

السؤال

أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً سَمِعَ رَجُلاً يَقْرَأ: ُ"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" يُرَدِّدُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَكَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَالُّهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ". فهل يكفي أن نقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات في اليوم بدلاً من قراءة أجزاء كثيرة من القرآن؟ وهل يجب التسمية عند كل قراءة للسورة إذا قرأتها ثلاث مرات متتابعةً؟.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:

في هذا الحديث دليل على فضل: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، وبيان أنها تعدل ثلث القرآن الكريم، قال بعض أهل العلم: "هي ثلث القرآن باعتبار معاني القرآن الكلية، لأنه أحكام، وأخبار، وتوحيد، وقد اشتملت هي على القسم الثالث، وهو أشرف المعارف وأفضلها، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ جَزَّأَ القُرْآنَ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ فجعل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) جُزْءاً مِنْ أَجْزَاءِ القُرْآنِ" [فتح الباري (٩/٦١) ] .

وقال أبو العباس بن سريج لما سئل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن فقال: "معناه أنزل القرآن على ثلاثة أقسام: ثلث منها الأحكام، وثلث منها وعد ووعيد، وثلث منها الأسماء والصفات، وهذه السورة جمعت الأسماء والصفات " [ينظر: مجموع الفتاوى (١٧/١٠٣) ] .

<<  <  ج: ص:  >  >>