للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما معنى "النساء ناقصات عقل ودين"]

المجيب أ. د. بكر بن زكي عوض

أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر

التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها

التاريخ ١٧/٨/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما مدى صحة الحديث المنقول عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو:"النساء ناقصات عقل ودين"؟ وإن كان صحيحاً فما هو نص الحديث؟ وما هي مناسبته؟ وجزاكم الله خيراً.

الجواب

أخي الفاضل: الحديث صحيح، وروي من طرق متعددة، وصيغته هي: "عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في أضحى أو فطر؛ أي يوم عيد الأضحى أو عيد الفطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن: بلى: قال فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها"، وقد ورد الحديث ٣٢ مرة في كتب السنة وشروحها، راجع البخاري ج٢ ص ٥٣١ رقم (١٣٩٣) ، ح ٢ ص ٩٤١، رقم (٢٩٨) ، (٢٥١٥) ، وصحيح مسلم من رواية عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- مع خلاف في بعض الألفاظ، وفي المستدرك حـ ٤ ص٦٤٥، رقم (٨٧٨٣) ، وسنن الترمذي حـ ٥ ص ١٠رقم (٢٦١٣) ، وسنن ابن ماجة حـ ٢ ص ١٣٠٦، رقم (٤٠٠٣) ، ومسند أحمد حـ ٢ ص ٢٦، رقم (٥٣٤٣) ، وسنن أبي داود حـ ٤ ص ٢١٩ وابن خزيمة حـ ٣ص ٢٦٨، رقم (٢٠٤٥) ، وغير ذلك من كتب السنة.

مناسبة الحديث: الرسول - صلى الله عليه وسلم- يلفت نظر المسلمين إلى إكمال جوانب النقص في العبادة، وإذا كانت بعض السيدات لا يصلين لظروف خاصة، فإن الصدقة تجبر النقص في غير الفرائض.

والحديث فيه مدح للنساء أكثر من كونه ذماً لهن، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أكد على قدرة النساء في السيطرة على عقول وقلوب الرجال، فهن أقوى تأثيراً على الرجل من تأثير الرجل عليهن.

وعلينا نحن المسلمين أن لا نأخذ بحديث واحد ورد بحق النساء ونترك سائر آيات القرآن التي كرمت المرأة كالرجل، وامتدحتها كما امتدحت الرجل، وكذلك الأحاديث النبوية التي أثنت على المرأة في كل مرحلة من مراحلها، وأوجبت برها وحسن معاملتها، سواء أكانت بنتاً أو أختاً، أو زوجة، أو أماً..إلخ ... والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>