للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بول الكلاب في مسجد الرسول]

المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/تصحيح الأحاديث والآثار وتضعيفها

التاريخ ١٧/٢/١٤٢٤هـ

السؤال

ورد حديث كانت الكلاب تقبل وتدبر وتبول في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما كانوا يرشون عليها شيئا، ً فما صحة هذا الحديث؟ وهل يدل على أن بول الكلاب طاهر؟ وما الجمع بينه وبين حديث إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

هذا الحديث صحيح، أخرجه البخاري معلَّقاً بصيغة الجزم (١٧٤) ، ووصله أبو داود في سننه (٣٨٢) ، والبيهقي في السنن الكبرى (١/٢٤٢) ، وصححه البيهقي والنووي كما في المجموع (٢/٥٨٥) .

وظاهره يدل على طهارة بول الكلاب، ولكن أجيب عن الاستدلال به لذلك بعدة أجوبة:

الجواب الأول: إن ذلك كان أول الأمر؛ إذ جاء في رواية أبي داود قول ابن عمر -رضي الله عنهما- وهو راوي الحديث ـ: كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكنت فتىً عَزِباً، وكانت الكلاب تبول...... الحديث.

ثم ورد الأمر بتكريم المساجد، وتطهيرها، وجعل الأبواب عليها.

(وهذا أحسن جوابٍ وأقواه، وهو ما ارتضاه ابن حجر من الأجوبة على الاستدلال بهذا الحديث) .

الجواب الثاني: المراد أنها كانت تبول خارج المسجد في مواطنها، ثم تقبل وتدبر في المسجد، إذ لم يكن عليه في ذلك الوقت غلق، ويبعد أن تترك الكلاب تنتاب المسجد حتى تمتهنه بالبول فيه.

الجواب الثالث: إنهم لم يكونوا يرشّون شيئاً من المسجد؛ لأن مكان بول الكلاب خفي عليهم، لكن من علمه وجب عليه غسله.

وعلى كل حالٍ فلا يسوغ ترك حديث الولوغ الشهير الصحيح الصريح لمثل هذا الحديث المحتمل، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>