للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شبهة تعارض بين آيتين]

المجيب د. محمد بن سريّع السريّع

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

القرآن الكريم وعلومه/تفسير آيات أشكلت

التاريخ ٣/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

هناك من يقول بوجود تناقض في القرآن الكريم، فيذكر أن الآية: ٩ في سورة فصلت: "قل أإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين"، وفي آيات أخرى تنص على ستة أيام ثم استوى على العرش. أرجو توضيح المسألة لأحاجج بها من يدعي التناقض.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

قوله -تعالى-: "قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا" [فصلت: ٩ - ١٢] .

لا يعارض الآيات الدالة على خلق السماوات والأرض في ستة أيام، بل هو تفصيل لتلك الأيام الستة، فقد أخبر الله -تعالى- في الآية أنه خلق الأرض في يومين، وأخبر أنه خلق ما فيها من الجبال والأنهار، والمياه، وقدر فيها الأقوات في يومين آخرين، فالمجموع أربعة أيام، وهي المذكورة في قوله -تعالى-: "في أربعة أيام".

وأخبر الله -تعالى- أنه خلق السماوات السبع في يومين فمجموع هذه الأيام ستة أيام، كما في قوله -تعالى-: "خلق السماوات والأرض في ستة أيام" الآية [الأعراف:٥٤] ، وليس بين هذه الآيات تعارض، وإنما هذه الآية تفصل ما ورد مجملاً في الآيات الأخرى. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>