للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يتحايل على والده لأخذ نفقته]

المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ المعاملات/الرشوة والغش والتدليس

التاريخ ١٦/١١/١٤٢٥هـ

السؤال

فضيلة العلماء الأجلاء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب خريج حديث من الجامعة، والآن أسعى لكي أجد عملاً، وأبي- حفظه الله- لا يعطيني مصاريف، بينما إخوتي متزوجون ولديهم شقق، ويعطيهم فلوسًا على أنه دين، ولكن نادرًا ما يرجعونها له، وبعض الأحيان والدي يرسلني لكي أقضي له بعض الحاجات، ولكن أقوم برفع السعر لكي أحصل على مصاريف، هل يجوز هذا أم لا؟ وجزكم الله خيرًا عن جميع المسلمين، والله الموفق.

الجواب

لا يجوز لك التحايل برفع السعر للحصول على النفقة فهذا غش وخيانة، لكن عليك بعرض حاجتك على أبيك، وبيان ما تعانيه من عدم الحصول على عمل يغنيك عن سؤالك النفقة فلعله أن يتفهّم الأمر، ويرق قلبه لحالك، واعلم أن من هو مثلك في قوة الشباب والنشاط ينبغي عليه أن يبحث عن عمل ولو بأجر زهيد استغناءً عن سؤال الناس، وخير الكسب ما كان من عمل اليد، ولعل الله أن يبارك لك، ويفتح لك أبواب رزقه، أما القعود في البيت لتنتظر الفرج بأن تأتيك وظيفة مناسبة، وأنت قاعد متواكل فهذا كسل لا يليق بك.

ثم تفقَّد حالك، فلعل أباك قد رأى منك عقوقًا أو تقصيرًا في جنب الله، أو رآك تنفق المال في غير حِلِّه وتسرف في المباحات فأراد أن يعزرك بحرمانك من النفقة.

والمقصود أن تتفقد حالك وتجدّ في البحث عن عمل مباح، والتوكل على الله يقتضي السعي، وبذل الأسباب كما تفعل الطير، فإنها تخرج في أول النهار خماصًا ليس في بطونها طعام وتروح في آخر النهار بطانًا (مليئة بطونها بالطعام) ، وقد صح عنه- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُم كمَا يَرْزُقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وتَرُوحُ بِطَانًا". أخرجه الترمذي (٢٣٤٤) وابن ماجه (٤١٦٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>