للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معنى: "لا حول ولا قوة إلا بالله"]

المجيب د. عبد العظيم بن إبراهيم المطعني

رئيس قسم التفسير والحديث بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر

التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية

التاريخ ٠٦/٠٨/١٤٢٦هـ

السؤال

أرجو معرفة معنى قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله" وإن وجد شرح للأذكار المختلفة أرجو التفضل بإفادتي به؛ حتى أتمكن من تدبر المعنى في أثناء الذكر، جزاكم الله خيراً.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فإن كلمة "لا حول ولا قوة إلا بالله" من أعظم الكلمات التي يتوجه بها العبد إلى ربه، ففيها من التفويض والتوكل والبراءة من كل شيء، والاستناد في كل شيء على من له القوة جميعاً ـ سبحانه ـ وقد جاء في فضلها أحاديث، منها ما رواه مسلم (٢٦٩٦) عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال: جاء أعرابي إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: علمني كلاماً أقوله. قال: "قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم". قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: "قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني".

ورُوي عنه صلى الله عليه وسلم: " أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها تَدْفَعُ تسعةً وتسعينَ باباً من الضُر أدناها الهم" رواه الطبراني في الأوسط (٣٥٤١) عن جابر -رضي الله عنه.

ورُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كنت عند النبي -صلى الله عليه وسلم-فقلتها، فقال: "تدري ما تفسيرها؟ ". قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله" أخرجه البزار في مسنده (٢٠٠٤) ، والبيهقي في الشعب (٦٦٤) . وقال في شرح العقيدة الطحاوية: "وأفعال العباد خلق من الله، وكسب من العباد، ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون، ولا يطيقون إلا ما كلفهم، وهو تفسير "لا حول ولا قوة إلا بالله". نقول لا حيلة لأحد ولا حركة لأحد ولا تحول لأحد من معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله. وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره. غلبت مشيئته المشيئات كلها، وغلب قضاؤه الحيل كلها، يفعل ما يشاء وهو غير ظالم أبداً، تقدَّس عن كل سوء وحين، وتنزه عن كل عيب وشين "لا يسأل عما يفعل وهم يسألون".

أما كتب الأذكار وشروحها فعديدة منها:

(١) الأذكار المنتخبة من كلام سيد الأبرار - الإمام النووي.

(٢) رياض الصالحين - النووي - شرح الشيخ ابن عثيمين.

(٣) تحفة الذاكرين - الإمام الشوكاني.

(٤) الوابل الصيب - الإمام ابن القيم.

جعلنا الله وإياك من الذاكرين.. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>