للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صحة حديث: (العنوهن فإنهن ملعونات..) !]

المجيب د. محمد بن تركي التركي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/مسائل متفرقة

التاريخ ٦/١٠/١٤٢٤هـ

السؤال

هل ورد حديث صحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما معناه: (يأتي في آخر الزمان أن يركب الرجل المياثر وزوجته بقربه وفيهم خير) وفي آخر الحديث العنوهن فإنهن ملعونات (أي الزوجة) وما هي مناسبة الحديث؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

أقول وبالله التوفيق: الحديث الذي أشار إليه السائل، هو ما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر، حتى يأتوا أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسمنة البخت العجاف، العنوهن فإنهن معلونات.." الحديث. أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/٤٣٦) واللفظ له، وأحمد (٢/٢٢٣) ، وابن حبان (١٣/٦٤) رقم (٥٧٥٣) ، والطبراني في المعجم الكبير القسم الثاني من الجزء ١٣، رقم (١٥٦) ، وفي الأوسط (١٠/١٥٤) ، رقم (٩٣٢٧) ، وفي الصغير رقم (١١٢٥) . كلهم من طريق عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، عن أبيه، عن عيسى بن هلال، وأبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما-، نحوه. وهذا الحديث إسناده ضعيف، فمداره على عبد الله بن عياش، وهو ضعيف، ضعفه عدد من الأئمة. ولكن لبعض ما ورد فيه شاهد صحح، وهو إخباره - صلى الله عليه وسلم- بظهور نساء كاسيات عاريات، فقد أخرج مسلم في صحيحه (٢١٢٨) ، (١٢٥) ، وغيره من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. ومعنى كاسيات عاريات: قال ابن الأثير: معنى الحديث أنهن كاسيات من نعم الله، عاريات من الشكر، وقيل: هو أن يكشفن بعض جسدهن، ويسدلن الخمر من ورائهن، فهن كاسيات كعاريات، وقيل: أراد أنهن يلبسن ثياباً رقاقاً يصفن ما تحتها من أجسامهن، فهن كاسيات في الظاهر، عاريات في المعنى. والخلاصة أن الحديث باللفظ الذي أشار إليه السائل لا يثبت، ولكن ورد لبعضه شاهد صحيح. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>