للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإشراف على الحلقات أم تعلم العلم؟]

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/أهمية الدعوة وفضلها

التاريخ ١٣/٠٩/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا- ولله الحمد- مشرف على حلقات قرآن ومجموعة الشباب بالمرحلة المتوسطة والثانوية، وفي الواقع أن هذا العمل يأخذ كل وقتي، سؤالي يا فضيلة الشيخ: هل الأفضل أن أتفرغ لطلب العلم وللتحصيل العلمي، أم أن أستمر على وضعي هذا؟ علمًا بأنه من الصعب التوفيق بينهما. والله ولي التوفيق.

الجواب

الحمد لله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أخي الكريم: أُهنئك من أعماق قلبي على جهودك الدعوية المخلصة، واحتضانك النبيل لأولئك البراعم الشابة من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية، ولا ريب أنَّ عملك المبارك هو اقتداء شريف، وامتداد عظيم لأفعال الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- فقد كانوا دعاة إلى الله، وأنفقوا أعمارهم، واستنفدوا أوقاتهم كلها في دعوة الناس وتربيتهم، أليس نوح- عليه السلام- يقول: (رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا) ؟ [نوح:٥] . ألم تكن هذه حاله طيلة عشرة قرون من الزمان إلا قليلاً؛ (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) [العنكبوت:١٤] .

وأنت يا أخي، لا تستكثر على هؤلاء الشباب ما تبذله من جهد، وما تنفقه من وقت؛ فـ "لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَمِ". فكيف إذا اهتدى على يديك العشرات والمئات؟ ثم لمن تترك هؤلاء الشباب؟ أتتركهم لقرناء السوء، أم للقنوات والدشوش، أم للمقاهي والأسواق؟! وإنها والله لمكيدة شيطانية، ووسوسة إبليسية تلك التي من خلالها يحاول اللعين إيقاعك بها، واستدراجك إليها، فقد رأى إبليس الخبيث أثر نعمة الله عليك، وأثر دعوتك على شباب الحلق فغاظه ذلك وكدّره، فأراد صرفك عنهم، والحيلولة بينك وبينهم تحت غطاء طلب العلم، فاحذر كيده- يرحمك الله- واعلم بأن طِلاَبَ العلم مع الدعوة والتوجيه ممكن ميسور متى نظَّمت وقتك، وجعلت ضمن برنامج توجيه طُلاَّب الحلق مدارسة لبعض الكتب، وسماع بعض الأشرطة، أو حضور درس لدى شيخ عالم عامل، ودعوى استحالة الجمع بين العلم والدعوة لا حظ لها من الموضوعية والواقعية، فبالجد والتصميم والمثابرة تنال الآمال الكبار. وفقك ربي وأعانك.

<<  <  ج: ص:  >  >>