للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[واقع الأمة يؤرقني فما العمل؟]

المجيب أ. د. ناصر بن عبد الكريم العقل

أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/ الصحوة الإسلامية /المستقبل والمبشرات

التاريخ ١٥/٧/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد سئمت الحياة، خاصة بعد أن تظاهر اليهود والنصارى على قتل كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولعل ما يحدث في العراق وفلسطين خير دليل، فلقد سئمنا الشجب والاستنكار والوقوف مكتوفي الأيدي، ما أريده هو هل من طريق إلى تلك البلاد؛ لأني أخشى الذهاب والوقوع في أيدٍ غير أمينة؟ فهل من سبيل، والدال على الخير له أجر فاعله، أم ماذا نفعل؟ ولكم منا جزيل الشكر والامتنان. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نعم، إن الأمة الإسلامية تعيش اليوم في حال من الفرقة والذل والهوان والضيق لا تحسد عليها، لكن مع ذلك لا يجوز اليأس ولا فقدان الأمل؛ فإن الله وعد بأن لا يهلك الأمة بعامة، وألا يستأصل العدو وجودها، وأن الإسلام سيبقى ظاهراً بطائفة السنة والجماعة، "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ... " الحديث رواه مسلم (١٩٢٠) عن ثوبان -رضي الله عنه-، وقد واجه المسلمون منذ بدايات عهد النبوة وفي بعض فترات التاريخ كما في عهد صلاح الدين، وعهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية ما هو قريب مما نواجه اليوم، فكلما اشتد الخطب قرب الفرج - بإذن الله تعالى-، لكن لا بد من ترسم خطى النبي -صلى الله عليه وسلم- والدعاة المصلحين في الخروج من المحنة، فأول خطوة يجب أن نسعى فيها إلى تحقيق العزة والنصر تحقيق تقوى الله؛ قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً" [الطلاق: ٢] ، "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" [الطلاق: ٣] ،وقوله تعالى: "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"، وتتحقق تقوى الله بفعل أسبابها، ومنها:

١- الاستمساك بالسنة والاجتماع عليها، وترك البدع والمحدثات والفرقة والأهواء؛ لأنها أول سبب للفشل؛ قال تعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" [الأنفال: ٤٦] ، قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".

٢- إقامة الفرائض والواجبات وترك الآثام والمعاصي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والرفق.

٣- التفقه في دين الله "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" رواه البخاري (٧١) ، ومسلم (١٠٣٧) من حديث معاوية -رضي الله عنه- والنفقة على الدين يكون على نهج السلف الصالح.

٤- الالتفاف حول العلماء الراسخين الربانيين، ولا يمكن أن يخلو منهم الزمان فهم ورثة الأنبياء.

٥- أن يبدأ الفرد بإصلاح نفسه ثم من حوله.

٦- التواصي بالحق والتواصي بالصبر.

٧- التأني والتشاور والبعد عن الانفعالات والتسرع والحدة والغلو؛ فإنها مهلكة وشتات وضيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>