للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إلقاء السلام على الكافر]

المجيب د. علي بن عمر با دحدح

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/الأخلاق

التاريخ ١٧/١١/١٤٢٣هـ

السؤال

هل يجوز إلقاء السلام على زميلي الكافر في العمل؟ وهل يجوز زيارته؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أولاً: لا بد من معرفة التحية الإسلامية ودلالتها (السلام عليكم) السلام: اسم من أسماء الله الحسنى، بمعنى السلامة، والله جل وعلا هو السلام لأنه سالم من كل عيب ونقص، وله الكمال المطلق من كل وجه، فالسلام سبحانه وتعالى سلمت أفعاله من مخالفة الحكمة، وسلمت صفاته من مشابهة صفات المخلوقين، وسلمت حياته من نقص الموت والسنة والنوم، وسلمت قدرته من قصور التعب والإعياء والعجز، وعلى العموم فهو السالم من كل ما ينافي الكمال بأي وجه من الوجوه.

وقول المسلم (السلام عليكم) له عدة معان متقاربة، فمنها أن السلام إخبار المسلم لأخيه المسلم بأنه سيكون سالماً من كل أذى أو مكروه يناله منه، فهو إعلان للمسالمة والموادعة.

ومنها: أن السلام تذكير بالله السلام الذي سلم من المكروهات، وأمن من المحذورات، وأعطى الخيرات.

ومنها: أن السلام بشارة والمعنى أن المسلمين يبشر بعضهم بعضاً بالسلامة من الشرور وحصول الخير.

ومن المعلوم أن التحية والسلام من خصائص الأمم والشعوب، فلكل أمة تحيتها القولية والفعلية، وهذه تحية المسلمين وهي جزء من هويتهم ومزيتهم التي يتميزون بها عن غيرهم.

وبالنسبة للسلام مع غير المسلمين فهناك حالات:

الأولى: ابتداء المسلم غير المسلمين بالسلام، وهذا ورد النهي عنه في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام" رواه مسلم (٢١٦٧) .

والثانية: رد السلام إذا كان الابتداء من غير المسلم، وهذا ورد فيه حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- في الصحيحين البخاري (٦٢٥٧) ومسلم (٢١٦٤) أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"إذا سلم عليكم اليهود فإنما يقول أحدهم، السام عليك فقل: عليك" والمراد بالسام عليك: أي الموت لك، ولذا يكتفي بالجواب بذلك، وفي رواية عائشة قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك، ففهمتها فقالت: وعليكم السام واللعنة، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله، فقالت: ألم تسمع ما قالوا، فقال لها: قد قلت لهم وعليك" متفق عليه البخاري (٢٩٣٥) ومسلم (٢١٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>