للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما مشروعية الوصف بملتزم]

المجيب سامي بن عبد العزيز الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ أدب الحديث/مسائل متفرقة في أدب الحديث

التاريخ ١٩/٥/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أريد أن أسأل عن بعض التسميات المنتشرة في كثير من المجتمعات، هل لها من أصل وهل تنصحون بها؟

وهي أمثال: فلان ملتزم وفلان غير ملتزم، فهل لها أصل في الكتاب والسنة.. الذي أعلم أن التسميات التي أقرها الله في كتابه أو رسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته هي المعروفة - المؤمن والفاسق والمسلم والمنافق والكافر - وغيرها مما لا يحضرني الآن.

أريد أن أبين يا فضيلة الشيخ أن أمثال هذه التسميات جنت على كثير من الناس، حيث إن بعضهم تجدهم يحجمون عن الدعوة إلى الله، وعن عمل بعض الأعمال الصالحة بحجة أنه غير ملتزم، والبعض الآخر لربما استحى أن ينكر منكرا - وهو من الواجب على كل مسلم - بحجة أنه غير (مطوع) ، واعذرني على تجاوزي، ولكن هذا هو الواقع وللأسف..!

أرجو بيان أصل مثل هذه الكلمات، وهل تنصحون بإطلاقها على عمومها؟ ثم هل لنا نحن أن نحكم على الناس بالاستقامة؟ وهل الشكل الخارجي - الثوب، اللحية - تكفي لإطلاق حكم عام على الشخص؟ .. ولكم خالص تقديري وفائق احترامي.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تسأل عنه جدير أن يسأل عنه، لتصحيح ما شاع بين الناس من تقسيمات غير فاحصة، وتسميات لم ترد في الشرع، اعتمد -وللأسف الشديد- على ما يبدو من الشعائر الظاهرة كاللحية وتشمير الثياب ونحو ذلك.

ولا أعلم أن الشرع قد جاء بهذه التسميات (ملتزم، غير ملتزم) ولا أنه صنّف الناس تعويلاً على بعض الشعائر الظاهرة كاللحية والثوب القصير، إنما الذي جاء في الشرع هو الوصف بمؤمن، كافر، صالح، فاسق، فكل من ظهر للناس عدالته، وعفته، ولم يعرف عنه إصرار على معصية فهو صالح، ومن عرف عنه تساهل في أداء حقوق الناس، أو إصرار على معصية، أو غلب شره على خيره فهو فاسق، ولو رئي عليه بعض الشعائر الظاهرة كإرخاء اللحية أو تقصير الثياب.

والمهم هو أن نؤلف بين المسلمين لا أن نبحث عما يفرقهم، فثم قاعدة مشتركة بين الصالح؛ ومن هو دونه تجمعهم جميعاً؛ ألا وهي قاعدة التوحيد والإيمان وهي متحققة في المسلمين الموحدين، ولابد أن نثني على ما في الإنسان من خير وإن ظهر عليه بعض التقصير لكي نشعره بأن له دوراً في خدمة الإسلام، والدفاع عن قضاياه، والدعوة إليه ونصرته فهو مؤهل لذلك بقدرما فيه من الخير والصلاح.

أما التقسيمات فمؤداها أن تظل فئة واسعة من الناس خارج حدود العمل لهذا الدين، منهمكة في قضاياها الشخصية لا يعنيها غيرها؛ لأنهم شعروا أو أشعروا أنهم ليسوا أهلاً للدعوة، وليس لهم من الأمر شيء، إنما الأمر مسؤولية من يطلق عليهم وصف (الملتزمين) . والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>