للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صلة الأم المخطئة]

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/ البر والصلة/حقوق الوالدين والأقارب والأرحام

التاريخ ٥/٧/١٤٢٤هـ

السؤال

والدتي يا شيخ تركتنا منذ ثلاث أو أربع سنوات، وذهبت إلى منزل أهلها، في منطقة تبعد عن مدينتنا أكثر من ٨٠٠كيلو، ورغم محاولات والدي الجادة لإرجاعها لكنها رفضت بشدة، وبعد عدة محاولات وافقت أن ترجع إلى البيت بعد مدة دامت أكثر من سنتين، وجلست تختلق المشاكل في البيت حتى عجز والدي عن تحمُّل ذلك وحصل الطلاق بعد رجوعها إلى البيت لمدة شهرين، ولم نجد منها أي بر منذ ولادتنا، ونحن خمسة أولاد وبنات، ونحن نذهب إليها ولا نجد استقبال الأم لأبنائها، ولا نجد أي سؤال منها، فما الواجب علينا فعله؟ وهل يكفى مكالمتها هاتفياً فقط أم يجب زيارتها؟ مع العلم أنها الآن في المدينة التي نسكن فيها، نريد جواباً شافياً وبأسرع وقت. جعل الله ذلك في موازين حسناتك.

الجواب

إن أمكم قد حملتكم في بطنها تسعة أشهر، كل واحد منكم بقي في بطنها تسعة أشهر، وهي تحملكم في داخل أحشائها تتحمل ما ينالها من آلام ثم جاء الطلق ولسان حالها يقول: ياليتني مت قبل هذا، وعندما خرجتم من بطنها ثم تحملت أذاكم وأوساخكم وقامت بنظافتكم وتغذيتكم والحنان عليكم، وبعد أن وصلتم إلى هذا السن صرتم تسألون: هل يكفي مكالمتها؟

هذا نوع من قطيعة الرحم، وحق الأم حق عظيم، فالوالدان كلاهما لهما حق عظيم، والأم أولى بالبر من الأب، فالواجب عليكم أن تحسنوا إليها، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين" رواه البخاري في الأدب المفرد (٢) والترمذي (١٨٩٩) والحاكم في المستدرك (٧٣٣١) والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان (٧٤٤٥) واللفظ له من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما- وقال عليه الصلاة والسلام: " إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات" رواه البخاري (٢٤٠٨) ، ومسلم (٥٩٣) من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يدخل الجنة قاطع" يعني: قاطع رحم. والحديث رواه البخاري (٥٩٨٤) ، ومسلم (٢٥٥٦) من جبير بن مطعم - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>