للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل الشكوى تنافي الصبر؟]

المجيب د. سليمان بن وائل التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/الصبر

التاريخ ١٨/٢/١٤٢٣

السؤال

منذ حوالي ٢٠ سنة وأنا أصاب بابتلاءات متتالية، بعضها خفيف وبعضها قوي -والحمد لله على كل حال- وأنا راضية بقضاء الله وقدره، وأرغب في أن أحصل على أجر الصبر كاملاً ولا أريد التحدث عما يصيبني، ولكن أنا أعيش في مجتمع يكثر فيه الحسد، ولقد أصبت بالعين أكثر من مرة، فهل يجوز في هذه الحالة أن أتحدث عن معاناتي حتى لا يعتقد الناس أنني لا أعاني من شيء؟ خاصة أن معاناتي لا تبين للناس، ومن جهة أخرى حتى يعذرونني لو قصرت معهم أحياناً.

الجواب

أقول: إن الإنسان إذا ابتلي ببعض المصائب فإن هذا يرجى له الخير، والإنسان لا يصاب بمصيبة فيحتسب إلا كان له بذلك أجر، وتكفير لذنوبه، وتطهير له، وإعلاء لمنزلته عند الله -تبارك وتعالى-، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" [البقرة: ١٥٥-١٥٦-١٥٧] ، ولا ينافي الصبر الإخبار عما يعانيه الإنسان من غير تشك، إنما الممنوع هو الشكوى بجزع وتسخط، وأما كون الإنسان يخبر عن حاله بأنه يحس بألم كذا على سبيل الإخبار لا على سبيل الشكوى فهذا لا شيء فيه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" إني أوعك كما يوعك رجلان منكم" أخرجه البخاري (٥٦٤٨) ومسلم (٢٥٧١) ، ومن ناحية أخرى أنها تقول لو قصرت معهم في زيارة حتى يزوروها، فأقول: هذا متعين، تخبر عن المانع لها، وسبب عدم ذهابها إليهم، ونحو ذلك من الأمور، نسأل الله لنا ولها ولجميع المسلمين العافية من كل سوء.

<<  <  ج: ص:  >  >>