للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[اقتناء الدشوش]

المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /وسائل الإعلام

التاريخ ٢٦/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

لقد عقدت النية على تركيب دش في منزلي لمتابعة الأخبار. هل هناك محظور شرعي؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم، وبعد: نعم، هناك محظور شرعي إذا غلب إثمه على نفعه، وهذا هو الواقع - للأسف- لدى كثير من الناس، وإن لم يكن هذا واقع رب المنزل، فهو واقع غالب من في المنزل من بنين أو بنات.

ولا يختلف اثنان بأن ما يعرض عبر الفضائيات فيه المفيد من الأخبار والمعلومات والترفيه البريء، وفيه الضار من المناظر المحرمة، والموسيقى والأغاني الماجنة، والمسلسلات والأفلام الهابطة، وقد يلهي عن الصلاة وعن ذكر الله، كما أنه قد يفسد القلوب، ويشغل عن الواجبات، كما أن فيه من المعلومات النافعة. لذا فالحكم يعود على مستخدم هذا الجهاز.

ونحن ننصح كل أخ كريم لا يستطيع السيطرة عليه لا سيما مع وجود أسرة كبيرة ومراهقين ومراهقات بألا لا يدخله بيته؛ لما له من تأثير كبير على الدين والتربية والأخلاق، وقد أكدت البحوث التربوية على ضرر التلفزيون على الأطفال والمراهقين، وأن المناظر المخلة تؤثر فيهم تأثيراً سلبياً، كما أنه من أسباب العنف والإجرام، إضافة إلى سلبه للأوقات، وشغله عن الواجبات، كما أنه يعودهم على السلبية وعدم المبادرة. أما إذا كان صاحب البيت يستطيع السيطرة عليه بتلافي مضاره والاستفادة مما فيه، فإنه لا حرج عليه مع نصيحتنا له باختيار القنوات التي يغلب عليها الفائدة، وحجب ما يغلب عليها الفساد وعدم وضع أجهزة في الغرف الخاصة بالأولاد، وأن يتقي الله -تعالى- في أسرته؛ فإنه مسؤول عنهم كما قال - سبحانه -:"يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة" [التحريم:٦] ، وقال - صلى الله عليه وسلم -:"كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته" البخاري (٨٩٣) ومسلم (١٨٢٩) وعلى ذلك فإذا رجح لديك أن منافعه تفوق مضاره فعليك بتقوى الله ومراجعة هذا الأمر بين حين وآخر، ومتى ما غلبت مضرته فيتعين عليك إخراجه، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>