للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجوهر الفرد]

المجيب د. سالم بن محمد القرني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الربوبية

التاريخ ٢٢/٦/١٤٢٣

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل الجزء الفرد الذي تكلم عنه الفلاسفة ورد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية هو ما يسمى في العلم الحديث بـ (الذرة) ؟ وهل هناك تعارض بين نظرية استمرارية الخلق عن طريق اجتماع الذرات وافتراقها وبين إفراد الله -جل جلاله- بالخلق والتصوير؟ أفيدونا، جزاكم الله خيراً.

الجواب

الجزء هو: ما يتركب الشيء منه ومن غيره، سواء كان موجوداً في الخارج أو في العقل أو الذهن، وهو أصغر من الكل، إلا أنه قد يكون أبسط منه فيسمى عنصراً أو ركناً أو أصلاً، وقد يكون مساوياً له في التركيب فيسمى قطعة أو قسماً، والجزء الذي لا يتجزأ: جوهر ذو وضع، لا يقبل القسمة أصلاً، لا قطعاً، ولا كسراً، ولا وهماً ولا فرضاً، تتألف الأجسام من آحاده بانضمام بعضها إلى بعض، أثبته المتكلمون ونفاه الفلاسفة.

والذرة في الأصل هي: الجزء الفرد أو الجزء الذي لا يتجزأ.

والجوهر الفرد ذو وضع لا يقبل القسمة أصلاً لا قطعاً ولا كسراً ولا وهماً ولا فرضاً.

ويطلق المحدثون لفظ الذرة على أصغر جزء من عنصر مادي ما، يصح أن يدخل في التفاعلات الكيميائية، وهذه الأجزاء المادية ثابتة الكيفيات منها الذرة الكيماوية وهي أصغر جزء في العنصر الكيماوي؛ لأنهم لم يكشفوا حتى الآن عن جزء أصغر منها ... إلخ.

لكن الله -سبحانه وتعالى- يخلق ما يشاء -سبحانه- باجتماع الذرات أو افتراقها أو غير ذلك على كيفية هو يعلمها -سبحانه وتعالى- فهو المتفرد بالخلق والتصوير لا ندرك ولا يدرك أحد كيفية خلقه فله الخلق وحده وهو الخالق وحده وعلم كيفية خلقه له -سبحانه- وهذا دليل على عظمة قدرته وإتقانه وصنعه، يخلق ما يشاء متى شاء كيف شاء، لا أحد يعلم الكيفية ولا أحد يقطع على الله أنه إذا اجتمعت الذرات أو افترقت تم الخلق أبداً، "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [البقرة:٢٦٠] ، والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>