للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التمثيل في التلفزيون]

المجيب د. خالد بن عبد الله القاسم

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ وسائل الإعلام والترفيه والألعاب والتصوير والتمثيل /التصوير والتمثيل

التاريخ ٥/٢/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما حكم التمثيل في التلفزيون في دور قصير وهامشي؟ أي مجرد أن يظهر هذا الشخص في الصورة أو أن يمشي أو يقول جملة واحدة، وكذلك في الدعايات الإعلانية بالنسبة للشاب المسلم الذي يعيش في بلد أجنبي، وما حكم المال المقبوض لقاء ذلك؟ هل هو حلال أم حرام؟ أرشدوني وساعدوني ساعدكم الله.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد..

بالنسبة للتمثيل ففيه خلاف بين أهل العلم، فمن منعه فإنما بناء على ما فيه من الكذب والخديعة بالمشاهد، لا سيما الإعلانات التي يسأل عنها السائل، كما أن واقع أكثر التمثيليات لا تخلو من أمور محرمة؛ كظهور النساء بغير حجاب، والذي أمر الله به النساء أمام أفراد الرجال، فضلاً عن الظهور أمام عشرات الآلاف، ومن مصاحبة الغناء المحرم؛ فضلاً عما تهدف إليه بعض التمثيليات مما جاء الشرع بخلافه؛ من دعوة للرذيلة والفاحشة ونبذ للحياء.

ولا شك أن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون فيه خلاف بين العلماء، فما كان كذلك فلا يجوز فيه التمثيل.

أما التمثيل المجرد الذي يخلو من المحرمات فهو والله أعلم مباح، وليس من قبيل الكذب، ولا يتضمن خديعة للمشاهد، بل هو مثل ما يصوره الشعراء، وما يحكيه الرواة، وما يتمثل به في الأمثال، وقد تمثل النبي - صلى الله عليه وسلم- بالطفل الرضيع الذي يمص ثدي أمه بمص إصبعه عليه السلام، انظر: البخاري (٣٤٣٦) ، ومسلم (٢٥٥٠) ، كما تمثل بأحد الأنبياء الذي رفع يديه بعد أن آذاه قومه وقال:" اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" انظر: البخاري (٣٤٧٧) ، ومسلم (١٧٩٢) .

فما كان كذلك وخلا من المحرمات فهو مباح، وكذلك الحال بالنسبة للدعاية إذا لم يكن فيها كذب أو تغرير.

وإن كان التمثيل فيه حق وعلم ودعوة إلى الخير وإلى الفضيلة وتأثير إيجابي على المشاهد فهو مطلوب مرغوب، بل هو من وسائل الدعوة إلى الخير.

أما الظهور على التلفزيون فأكثر أهل العلم على أنه لا يدخل في التصوير المحرم، كالنحت والرسم؛ لأنه ليس من قبيل مضاهاة خلق الله، وهي علة التحريم، بل هو انعكاس لحقيقة الصورة كانعكاسها على الماء أو المرآة، وبالله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>