للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[روح الله -تعالى-]

المجيب د. سالم بن محمد القرني

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى

العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات

التاريخ ٢٣/١٢/١٤٢٣هـ

السؤال

هل لله روح؟ وهل صحيح أنه نفخ في آدم من روحه؟ هل لله يد أم أنها صفة معنوية؟

الجواب

أولاً: الله -سبحانه وتعالى- لم يصف نفسه بالروح، وإضافته روح آدم عليه السلام إليه في قوله -تعالى-:"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ" [الحجر:٢٩] "ونفخ فيه من روحه" [السجدة:٩] وإضافته -سبحانه- روح عيسى - عليه السلام - إليه في قوله -سبحانه-: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ" [التحريم:١٢] هذه الإضافة كالإضافة في قوله -سبحانه-: "وطهر بيتي للطائفين والقائمين" [الحج:٢٦] وقوله - عز وجل - " فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها" [الشمس:١٣] .

فهذه الإضافة من إضافة الخلق إليه -سبحانه- على وجه التشريف والتعظيم، فإن المضاف إلى الله نوعان أحدهما: إضافة ما يكون منفصلاً عنه قائماً بنفسه أو قائماً بغيره، فإضافته إلى الله إضافة خلق وتكوين، ولا يكون ذلك إلا فيما يقصد به تشريف المضاف أو بيان عظمة الله -تعالى- لعظم المضاف فهذا النوع لا يمكن أن يكون من ذات الله -سبحانه- ولا من صفاته إنما إضافة مخلوق إلى خالقه -سبحانه- ومن هذا النوع إضافة الله -تعالى- روح آدم وعيسى إليه -سبحانه-، وإضافة البيت والناقة بل كل ما في السماوات والأرض إليه سبحانه.

الثاني: من المضاف إلى الله ما لا يكون منفصلاً عن الله بل هو من صفاته الذاتية أو الفعلية كوجهه ويده وسمعه وبصره واستوائه على العرش ونزوله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل ونحو ذلك، فإضافته إلى الله -تعالى- من إضافة الصفة إلى موصوفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>