للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هدّدها بالفضيحة فهل تطاوعه على الزنى؟

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الرقائق والأذكار/التوبة

التاريخ ١/٩/١٤٢٤هـ

السؤال

إذا حدث ووقعت المرأة في خطيئة الزنى (وهي غير متزوجة) ومارستها لعدد من السنين ومع عدة رجال، وكان الدافع العاطفي هو السبب، ثم اهتدت وأرادت التوبة وقامت بها، لكن -للأسف- خافت من تهديد واحد منهم فرضخت لرغبته أكثر من مرة بعد توبتها الأولى، ثم عادت وجددت توبتها، ثم رضخت له مجبرة، وهي في كرب شديد من ذلك، ولا تجد مخرجاً خاصة أنها ذات مركز وتخاف أهلها وسمعتهم. أرجو الإفادة، كما أرجو معرفة الطريق الأمثل للتوبة من هذه الكبيرة الشنعاء، وهل الحج لازم لمحوها؟

الجواب

أعتقد أنه بالإمكان حلّ مشكلتك، والتخلص من هذه المحنة متى ما توفر لديك عامل الخوف من الله -تعالى-، والإصرار الراسخ المتين بوضع حد أبدي ونهائي لابتزاز ذلك المجرم الآثم، من خلال الرفض القاطع والحاسم لمساوماته وتهديداته.

إنّ من الواجب أن تعلمي وتدركي بوضوح أن الزنى كبيرة مخيفة تحرمها الأديان السماوية كلها، وتأباها الفطر السوية، ويغضب لها الرب -جل جلاله-.

ولذا فليس من الجائز شرعاً، أو المقبول عقلاًَ، أو المستساغ ذوقاً أن تظلي ممارسة للفاحشة مع ذلك الوغد اللئيم بحجة الخوف من الأهل، والهيبة من خسارتك لمركزك الاجتماعي، أو شيء من هذا القبيل.

فالله -جل ذكره- أحق أن تخافيه وتهابيه، قال -سبحانه-: "فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" [آل عمران: ١٧٥] ثم لتكوني على يقين بأن الله متى رأى منك صدق التوبة، وحسن التوكل عليه كفاك ما أهمك، وجعل لك من هذه المحنة وغيرها مخرجاً، قال -سبحانه-: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" [الطلاق: ٢] وقال: "أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه" [الإسراء: ٣٦] .

ولتسألي نفسك هذا السؤال: إلى متى ترضخين لتهديد ذلك الوحش البغيض؟ وهل تأمنين أن يتحرك في أحشائك طفل بالحرام -لا سمح الله-؟ عندئذ ستكون الكارثة لا حدود لها والمصيبة فوق الوصف -والعياذ بالله-.

فاتقي الله أيتها المسلمة، وأسلمي أمرك لله، وأحسني التوكل عليه، وأكثري من دعائه والتضرع بين يديه حتى يفرج لك همك، ويريح بالك ويطمئن قلبك، ولا تكترثي بتهديد أحد مهما طغى وتجبَّر وهدَّد وتوعَّد، وثقي بوعد الله وعونه لكِ، وحتى لو قدِّر إصابتك بشيء من الأذى فكوني على يقين بأن ذلك تكفير لذنوبك، ورفع لدرجاتك، وكوني على علم تام بأنه مهما بلغ بك الأذى فلن يعادل لفحة من لفحات جهنم -والعياذ بالله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>