للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجه الثاني: أنه أعلى ما في حديث الترمذي مثلاً، ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث مثل اسم الرب فإنه ليس في حديث الترمذي، وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الاسم كقول آدم "ربنا ظلمنا انفسنا" [الأعراف: ٢٣] ، وقول نوح "رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم" [هود: ٤٧] ، وقول إبراهيم: "ربنا اغفر لي ولوالدي" [إبراهيم: ٤١] ، وقول موسى "رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي" [القصص: ١٦] ، وقول المسيح "اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء" [المائدة: ١١٤] ، وأمثال ذلك، حتى إنه يذكر عن مالك وغيره أنهم كرهوا أن يقال يا سيدي، بل يقال يا رب لأنه دعاء النبيين وغيرهم كما ذكر الله في القرآن، وكذلك اسم المنان، ففي الحديث الذي رواه أهل السنن أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سمع داعياً يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الملك وأنت الله المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي "لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى" وهذا رد لقول من زعم أنه لا يمكن في أسمائه المنان، وقد قال الإمام أحمد رضي الله عنه لرجل ودعه قل (يا دليل الحائرين دلني على طريق الصادقين واجعلني من عبادك الصالحين) ، وقد أنكر طائفة من أهل الكلام - كالقاضي أبي بكر وأبي الوفاء بن عقيل - أن يكون من أسمائه الدليل لأنهم ظنوا أن الدليل هو الدلالة التي يستدل بها، والصواب ما عليه الجمهور، لأن الدليل في الأصل هو المعرف للمدلول، ولو كان الدليل ما يستدل به فالعبد يستدل به أيضاً فهو دليل من الوجهين جميعاً، وأيضاً فقد ثبت في الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "إن الله وتر يحب الوتر" البخاري (٦٤١٠) ، ومسلم (٢٦٧٧) وليس هذا الاسم في هذه التسعة والتسعين، وثبت عنه في الصحيح أنه قال: "إن الله جميل يحب الجمال" مسلم (٩١) ، وليس هو فيها، وفي الترمذي (٢٧٩٩) ، وغيره أنه قال: "إن الله نظيف يحب النظافة"

<<  <  ج: ص:  >  >>