للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا قدم عالِم على بلد آخر فهل يفتيهم من مذهبهم

المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى

أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ العلم/صفات وآداب العالم والمتعلم

التاريخ ٢٧/١٠/١٤٢٤هـ

السؤال

كيف يتصرف العالم إذا قدم على مجتمع يختلف عنه في المذهب؟ والبلد الذي قدم إليها العالم مليئة بالعلماء، ومذهب أهل البلد ومذهب العالم معروفان على مستوى العالم الإسلامي، ما هو التصرف السليم لهذا العالم؟

(١) هل يقلد أهل البلد؟

(٢) هل يصر على مذهبه؟

(٣) هل يتنازل عن مذهبه؟

(٤) هل يتجاهل مذهب أهل البلد وهو يؤمهم في صلاتهم؟

(٥) هل يعرض مذهبه على المجتمع ويفتح معه صراعاً مذهبياً؟

(٦) هل يعتذر عن المبادرات الخيرية بحجة اختلاف مذهبه؟

(٧) هل يجامل أهل البلد إذا كان يخشى رد فعلهم؟

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فالجواب: أنه إذا كان العالم مجتهداً فعليه أن يتبع ما صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه هو وحده الذي أمرنا باتباعه وطاعته وهو - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، هذا ولا يلزم هذا العالم المجتهد اتباع مذهب معين، بل عليه أن يتبع الدليل، ويعمل به، ويبين لمن يُعلمهم أو يؤمهم في الصلاة أن الذي فعله هو ما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أمرنا باتباعه.

هذا وأئمة المذاهب - رحمهم الله - كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد كل منهم يقول: إذا صح الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو مذهبي، واضربوا بقولي الحائط وبعضهم ينهى عن تقليده ويقول: خذوا من حيث أخذنا.

أما إذا كان العالم مقلداً غير مجتهد فعليه أن يتبع من الأئمة ما يرى أنَّ الصواب معه، أو أنه أقرب إلى الأخذ بالسنة، ويبين لمن يعلمهم أو يؤمهم وجهة نظره في كونه اختار هذا المذهب دون غيره، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>