للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: شيخ الإسلام ابن تيمية لم أقف له على إجازة الذكر الجماعي المردد بصوت واحد، وإنما يجيز الاجتماع على الذكر بغير مداومة. والفرق أن الاجتماع أن يجلس جماعة في مكان واحد لقراءة قرآن من أحدهم واستماع الباقين، أو لتذاكر شيء من العلم ونحو ذلك، أمّا الذكر الجماعي فهو تلاوة ذكر معين بصوت واحد على هيئة جماعية وهذا أمر محدث. فيقول - رحمه الله-: (الاجتماع لذكر الله واستماع كتابه والدعاء عمل صالح ... ولكن ينبغي أن يكون هذا أحياناً في بعض الأوقات والأمكنة، فلا يُجعل سنة راتبه يحافظ عليها ... إلى أن قال: (فما سن - صلى الله عليه وسلم- عمله على وجه الاجتماع كالمكتوبات فُعِل كذلك، وما سن المداومة عليه على وجه الانفراد من الأوراد عُمِل كذلك، كما كان الصحابة يجتمعون أحياناً يأمرون أحدهم يقرأ والباقون يستمعون) أ. هـ مجموع الفتاوى (٢٢/٥٢٠-٥٢١) . والأوراد مما شُرع فيها الانفراد كما سبق

وقال أيضاً: (قاعدة عامة في الاجتماع على الطاعات والعبادات فإنه نوعان: أحدهما سنة راتبة، إما واجب وإما مستحب كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين، فهذه سنة راتبة ينبغي المحافظة عليها والمداومة، والثاني ما ليس بسنة راتبة مثل الاجتماع لصلاة تطوع أو على قراءة قرآن أو ذكر الله أو دعاء فهذا لا بأس به إذا لم يتخذ عادة راتبة.. لكن اتخاذه عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة) مجموع الفتاوى (٢٣/١٣٢-١٣٣) .

هذا خلاصة للجواب، وأوصي السائل بأن يعتني بالأذكار المأثورة الصحيحة في مثل صحيح الكلم الطيب والوابل الصيب والأذكار. ويحذر من الكتب التي اشتملت على أحاديث ضعيفة أو موضوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>