للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل هذا من النعي الممنوع؟]

المجيب أ. د. صالح بن غانم السدلان

أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة الإمام

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ١٠/٠٤/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

في بلدنا وضع المحسنون -جزاهم الله خيراً- جهازاً يقوم بالاتصال على الناس في حالة وجود جنازة لحضورها، ومن أراد ذلك فعليه أن يتصل بالأخ المسؤول ويسجل رقمه مجاناً، ثم يقوم الجهاز بالاتصال، وفي حالة وجود الجنازة، حيث يظهر رقم الهاتف الخاص بالمقبرة، فتعرف أن هناك جنازة، حيث يرن جوالك مرة واحدة فقط.

السؤال هو أنني إمام لمسجد، فلا أستطيع أن أترك مسجدي وأذهب للمسجد الذي يصلى على الجنائز فيه، بل أصلي في مسجدي، وبعد الانتهاء من الصلاة أقول لجماعة المسجد: إن هناك جنازة، ثم نذهب للمقبرة ونصلي عليها خارج المقبرة مع من حضر من الإخوة الحاضرين. فما حكم قولي للجماعة: إن هناك جنازة؟ وهل يعتبر من النعي المحرم؟ علماً أننا لا نعرف الميت من هو، بل الذي نعرفه أن هناك جنازة فقط.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الجواب على هذا السؤال يتلخص في نقطتين:

النقطة الأولى: حكم هذا الاتصال، ووضع هذه الأجهزة، وهل هذا يعد من النعي المذموم، أم أن هذا مجرد إخبار بالحقيقة؟

إن التوسع في هذا الأمر والمبالغة فيه والإكثار منه قد يشبه النعي من حيث تعميم الخبر على الناس، والذي أراه إخبار بعض الناس الخواص والأقرباء لهذا الميت، أما مجرد أي جنازة يدعى إليها الناس فهذا لا نعرف له نظيراً في السنة.

وأما النقطة الثانية فهي بالنسبة لك أنت، فلا ينبغي لك أن تترك مسجدك وتذهب للصلاة على الجنازة، لكن إذا كان الشخص له حق عليكم، ومن الإخوان الذين لهم فضل في جانب الدعوة والإحسان والبذل المعروف وغير ذلك، فلكم أن تذهبوا وتصلوا عليه في المقبرة بعد دفنه أو قبل أن يدفن. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>