للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفرق بين الإرادة الكونية والشرعية]

المجيب عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

عضوهيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

العقائد والمذاهب الفكرية/توحيد الأسماء والصفات

التاريخ ٠٤/٠٩/١٤٢٥هـ

السؤال

أريد توضيح الإرادة الكونية والإرادة الشرعية لله -تعالى-.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الإرادة صفة من صفات الله -عز وجل-، وهي نوعان:

(١) إرادة كونية خلقية قدرية.

(٢) إرادة دينية شرعية أمرية.

وهذا تقسيم عند أهل السنة والجماعة وهو الحق الذي دلت عليه النصوص، الإرادة الكونية الخلقية عامة للمؤمن والكافر، ولا يتخلف مرادها، وكل ما في هذا الكون، وكل ما يكون ويوجد، فإن الله أراده كوناً وقدراً من خير وشر، وصحة وعافية، وعز وإذلال، وكفر وإيمان، وفقر وغنى، ومعصية وطاعة، وسعادة وشقاوة، فكل ما يكون في هذا الكون لا يكون إلا بقدرة الله، كما أن كل شيء خلقه الله، قال تعالى: "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ" ... [الزمر: من الآية٦٢] ، " ... قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ... " [الرعد: من الآية١٦] ، "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً" [الفرقان: من الآية٢] ، والإرادة الكونية تعم المؤمن والكافر، أما الإرادة الدينية الشرعية فهي خاصة بالمؤمن، وهي ترادف المحبة والرضا.

فالإرادة الشرعية فيما أراده الله ورضيه من أحكام، وتشريع ما شرعه في الكتاب وعلى لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم-، فأمر به ونهى عنه، كقوله: "وأقم الصلاة"، هذا أمر ديني شرعي أمر الله بإقامة الصلاة ديناً وشرعاً، ولكن قد يحصل المراد من الإرادة الشرعية وقد لا يحصل، فمن الناس من أطاع الله واستجاب، وأقام الصلاة، ومن الناس من لم يؤمن ولم يستجب، أما الإرادة الكونية، فإنه لا يتخلف مرادها.

تجتمع الإرادتان في حق المؤمن كأبي بكر - رضي الله عنه-، فإن الله أراد منه الإيمان قدراً وشرعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>