للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- وفي الصحيحين [البخاري ح (٣٥٥١) ، ومسلم ح (٢٣٣٧) ] من حديث الْبَرَاءَ، قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-رَجُلًا مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ عَظِيمَ الْجُمَّةِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَوْله: (بَعِيد مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ) أَيْ عَرِيض أَعْلَى الظَّهْر, وَوَقَعَ فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة -رضي الله عنه- عِنْد اِبْن سَعْد " رَحْب الصَّدْر"، قَوْله: (لَهُ شَعْر يَبْلُغ شَحْمَة أُذُنه) وفِي رِوَايَة " أُذُنَيْهِ"، بِالتَّثْنِيَةِ. وَفِي رِوَايَة أخرى: " تَكَاد جُمَّته تُصِيب شَحْمَة أُذُنَيْهِ". والْمُرَاد أَنَّ مُعْظَم شَعْره كَانَ عِنْد شَحْمَة أُذُنه، وَمَا اِسْتَرْسَلَ مِنْهُ مُتَّصِل إِلَى الْمَنْكِب. وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيث أَنَس -رضي الله عنه- عِنْد مُسْلِم أَنَّ شَعْره -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-" كَانَ بَيْن أُذُنَيْهِ وَعَاتِقه " وَفِي حَدِيث حُمَيْدٍ عَنْه " إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ"، وفي سنن أبي دَاوُدَ (٣٦٥٥) مِنْ حديث عَائِشَة -رضي الله عنها- قَالَتْ: "كَانَ شَعْر رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَوْق الْوَفْرَة وَدُون الْجُمَّة"، قَالَ أَهْل اللُّغَة: الْجُمَّة أَكْثَر مِنْ الْوَفْرَة , فَالْجُمَّة الشَّعْر الَّذِي نَزَلَ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ , وَالْوَفْرَة مَا نَزَلَ إِلَى شَحْمَة الْأُذُنَيْنِ، وقيل إن اختلاف صفة الشعر لِاخْتِلَافِ الْأَوْقَات, فَإِذَا غَفَلَ عَنْ تَقْصِيرهَ بَلَغَ الْمَنْكِب, وَإِذَا قَصَّرَهَ كَانَ إِلَى أَنْصَاف الْأُذُنَيْنِ , فَكَانَ يَقَصرُ وَيَطَولُ بِحَسَبِ ذَلِكَ.

٣- وفي الصحيحين البخاري (٣٥٤٩) ، ومسلم (٢٣٣٧) من حديث الْبَرَاءَ قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَحْسَنَهُ خَلْقًا لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ وَلَا بِالْقَصِيرِ"

<<  <  ج: ص:  >  >>