للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاتزان في الحب والبغض!]

المجيب أ. د. عبد المهدي عبد القادر

أستاذ الحديث بكلية أصول الدين - جامعة الأزهر

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٣/٠٥/١٤٢٧هـ

السؤال

هل يوجد حديث معناه "أن نتعامل كالغرباء (الأصدقاء, الجار, في الاحترام) ونتحاب كالأخوة"؟

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه، وبعد:

فإن الإسلام هو الدين الذي جمع القلوب على الحب في الله، وربط بين الإيمان والأُخُوَّة، فقال الله تعالى:"إنما المؤمنون إخوة" [الحجرات:١٠] . ونهى عن اتخاذ غير المؤمنين أولياء من دون المؤمنين، كما وضعت شريعة الله القواعد العامة للتعامل بين الناس جميعا؛ كما بيّن النبي عليه الصلاة والسلام الأساس الذي تقوم عليه المعاملة في ديننا بقوله صلى الله عليه وسلم:"الدين النصيحة" رواه مسلم (٥٥) . ومع ذلك فقد وضع الإسلام ميزان قسط يحفظ للعلاقات بين الناس توازنها لضمان استمرار الحب ودوام الألفة، وكذلك ليصون النفس من صدمات تقلب أحوال المسرفين في مشاعرهم، لذا فقد وجه إلى الاعتدال في المحبة، والاقتصاد في المديح، والإنصاف في المعاملة، والتوسط في المعاشرة، والالتزام بالشرع في المخالطة.

قال سيدنا عمر -رضي الله عنه-: لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا.

والكلف شدة التعلق بالشيء، والتلف: الإهمال.

وقال علي -رضي الله عنه- أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما ورُوي مرفوعا، ولا يصح. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>