للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل الخواطر والوساوس تؤثر في الإيمان]

المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٦/١١/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

هل يجوز للفرد أن يعقد القران رغم إصابته بحالة شك في الإيمان؟ مع العلم أنه إنسان متدين جداً، ويؤدي الفرائض والسنن والنوافل في أوقاتها، ولم يخبر أحداً بهذه الوساوس والخواطر، وطول اليوم يكرر الشهادة من شدَّة خوفه، ولم يتلفظ بتلك الوساوس. فهل عقد الزواج يكون صحيحاً أم لا؟ مع العلم أن هذه الأفكار خارجة عن طاقتي ولا أتحكم فيها. أفيدونا جزاكم الله خيراً، ولا تنسونا من صالح الدعاء، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

الجواب

الأخ الكريم/ سلمه الله، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع الإسلام اليوم، ونرجو أن تجد منا الفائدة والنفع.

أخي الكريم: ثبت في الحديث الذي رواه البخاري (٥٢٦٩) ومسلم (١٢٧) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم" فطالما أن الوساوس والخواطر محلها قلبك أو نفسك ولم تتلفظ بها، فأنت في عفو منها ولا تؤاخذ عليها، والعقد حين ذلك صحيح، ولا إشكال فيه، ولكن الواجب عليك أن تتنبه لأمور ومنها:

(١) الحرص على الانصراف عن التفكير في تلك الوساوس؛ لقوله -عليه السلام-:"يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" رواه البخاري (٣٢٧٦) ومسلم (١٣٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، ومعنى "ولينته" أي: ينصرف عن تلك الأفكار، ولا يلتفت لها حتى لا يقع في الاستغراق فيها.

(٢) الإكثار من التعوذ من الشيطان الرجيم.

(٣) الذهاب لعالم أو طالب علم وذكر الأمر له؛ حتى يدفعه لك بالعلم؛ لأن الوساوس ناتجة عن صورة من الجهل، ولا دافع لها مثل العلم.

(٤) حاول إشغال ذهنك بأمور من طلب العلم أو القراءة أو الدعوة أو ما شابه ذلك؛ حتى لا يجد الذهن وقتاً لتلك الأفكار.

(٥) أكثر من سؤال الله الثبات على دينه، وأن يصرف عنك تلك الوساوس.

(٦) تذكَّر أن الصحابة - رضي الله عنهم- مروا بمثل هذا، وقال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام، كما في مسلم (١٣٢) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال:"وقد وجدتموه؟ " قالوا: نعم، قال"ذاك صريح الإيمان" أي: مدافعة تلك الوساوس إنما هو دليل إيمان. والله أسأل لي ولك الثبات على دينه إنه جواد كريم. والسلام عليكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>