للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

["خاتم النبوة"]

المجيب عبد الحكيم محمد أرزقي بلمهدي

كلية الشريعة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢١/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

هل هناك أي صفة أو رسم لخاتم النبوة؟ لأنني رأيته في كتاب (سر الأسرار) تأليف الشيخ: أحمد الطيب البشير - رحمه الله-.

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد ورد ذكر خاتم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحاح أخرجها البخاري ومسلم وغيرهما، وهو الخاتم الذي كان بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى جهة كتفه الأيسر، وكان من علاماته التي كان أهل الكتاب يعرفونه بها، وهو خاتم أسود اللون وقيل أخضر وقيل أحمر، ولا تعارض بينها، لأن بين الأخضر والأسود تداخلا كما يقال سواد العراق لكثرة النخيل فيه، وإنما سعف النخل أخضر اللون، وذلك أن الخاتم تعلوه شعيرات، ومن أخبر أنه أحمر اللون فنظرا للثآليل التي قيل إنها كانت تحيط بالخاتم، ولون الثآليل يميل إلى الاحمرار. وقيل في لونه إنه كلون جسده صلى الله عليه وسلم من غير تحديد وهو الأقرب. ويبلغ حجم الخاتم زر الحجلة أو بيض الحمامة. وقد عرف سلمان الفارسي رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم.

ومما ورد في ذلك من أحاديث: ما أخرجه البخاري (١٩٠) عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة.

وأخرج مسلم (٢٣٤٦) عن عبد الله بن سرجس-رضي الله عنه- قال: " رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وأكلتُ معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً. فقيل له: أستغفر لك النبي - صلى الله عليه وسلم-؟ قال: نعم ولك، ثم تلى هذه الآية: "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ". قال: " ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل ".

قال أبو زيد رضي الله عنه: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلتُ يدي في قميصه فمسحتُ ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: " شعرات بين كتفيه"، أخرجه أحمد (٢٠٧٣٢) ، والحاكم (٣/٤٩٧) ح (٤٢٣٣) وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

أما رسم ذلك فهو مما لم أقف له على ذكر في كتب من يعتد به من أهل العلم. وإنما تجد هذا في كتب الصوفية ممن يعتنون بذكر أوصاف الأقطاب عندهم، لأنهم يذكرون خاتم القطبية، وهو من يبلغ مرتبة قطب الأقطاب، نسأل الله السلامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>