للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل أصلي عن والدي المريض؟!]

المجيب عبد الرحمن بن إبراهيم العثمان

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٧/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدي كان يصلي وهو بصحته وعافيته، وعندما مرض ظل يصلي إلى أن أقعده المرض، وهو الآن طريح الفراش، لا يسمع إلا قليلاً، ولا يرى، وباستمرار تأتي له غيبوبة، ومن قبل شهر رمضان الماضي وهو في هذه الحالة، لا صام رمضان ولا صلى إلى هذا اليوم الذي أبعث برسالتي هذه إلى فضيلتكم. هل ينفع أن أصلي بدلاً منه، وأصوم أنا وإخوتي عنه ما فاته من شهر رمضان؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه، وبعد:

فإن كان هذا المريض يعقل فيجب إخباره بأن الصلاة لا تسقط عنه بالمرض، وأن عليه أن يصليها حسب طاقته ولو إيماءً، وعلى من يتولى أمره أن ينبهه إلى دخول وقت الصلاة، وأن يرشده إلى ما يجب عليه من الطهارة، ويساعده عليها، فيتطهر بالماء إن استطاع أو إلا تيمم؛ لقوله سبحانه: "فاتقوا الله ما استطعتم" [التغابن: ١٦] ، وقوله سبحانه: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" [البقرة:٢٨٦] ، ولقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين - رضي الله عنه-: "صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب" رواه البخاري (١١١٧) زاد النسائي "فإن لم تستطع فمستلقياً"، وأما إذا كان لا يعقل، أو كان يغيب وعيه مع اشتداد المرض عليه فلا يعقل شيئاً فإن الصلاة تسقط عنه، لأن العقل مناط التكليف.

وأما أن يصلي عنه غيره فهذا لا يجوز؛ لأن الصلاة لا تدخلها النيابة، فلا يصلي أحد عن أحد.

وأما الصيام فإن من عجز عن الصيام؛ لكبر سن أو لمرض لا يرجى برؤه، ويعجز عن الصيام معه، فإنه يطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع مما يطعم أهله، لقوله سبحانه: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" [البقرة:١٨٤] قال ابن عباس - رضي الله عنهما-: "نزلت رخصة في الكبير والمرأة الكبيرة، وهما لا يطيقان الصيام أن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكيناً" رواه البخاري (٤٥٠٥) ولفظه عند أبي داود (٢٣١٨) ، وإن كان لا يعقل فليس عليه صيام ولا كفارة.

وعلى السائل أن يدعو لوالده، وأن يحرص على بره، وأن يصبر على ما يلقاه؛ وفاءً لوالده، ورغبة فيما أعده الله -تعالى- للبار بوالديه من الثواب العاجل والآجل. والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>