للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قراءة القرآن عند القبر بعد الدفن]

المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٧/٠٢/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم.

ما هو رأي الأحناف في الإمام الذي يقرأ القرآن عند القبر بعد الفراغ من دفن المتوفى؟

وماذا تقولون في الأئمة الآخرين الذين يقولون إن ذلك بدعة ويجيزون الدعاء فقط؟ مَن مِنهم على الحق؟ وما هي آراء الأئمة الثلاثة الآخرين؟ أرجو تزويدي بأي أدلة تساعدني في معرفة الحق في هذه المسألة.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله

أما تفصيل مذاهب الأئمة وأصحابهم في مسألة قراءة القرآن عند القبور فيرجع في ذلك إلى كتب هذه المذاهب وكتب الخلاف.

وأما مجمل القول في هذه المسألة فللناس فيها ثلاثة مذاهب:

أحدها: المنع مطلقاً، أي أنها لا تجوز القراءة عند القبور مطلقاً.

الثاني: أنه تجوز القراءة مطلقاً.

والثالث: أنها تجوز القراءة عند الدفن فقط.

ويروى في ذلك بعض الآثار عن الصحابة -رضي الله عنهم-.

والقول الأول هو الصحيح، أي أنه لا تجوز القراءة عند القبور، فالقبور ليست موضعاً للصلاة ولا لغيرها من العبادات، كل ما دلت عليه السنة هو استحباب زيارة القبور للسلام والدعاء للأموات وتذكر الآخرة.

أما الصلاة فقد استفاضت السنة في النهي عنها عند القبور؛ فإن ذلك من اتخاذها مساجد كما قال صلى الله عليه وسلم: "فلا تتخذوا القبور مساجد؛ إني أنهاكم عن ذلك" أخرجه مسلم (٥٣٢) .

ولم يأت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أرشد إلى قراءة القرآن عند القبور كما أرشد إلى زيارتها والدعاء لأهلها.

وأيضاً يقال: لماذا يُقرأ القرآن عند القبور؟ هل لأن ذلك أفضل للقارئ؟ أو من أجل أن ينتفع الميت بسماع القرآن؟

كل من الأمرين باطل، فالميت قد انقطع عمله إلا من علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، كما صح بذلك الحديث انظر صحيح مسلم (١٦٣١) .

ودعوى الأفضلية تفتقر إلى دليل، ولا دليل على أفضلية القراءة عند القبور، فتحري القراءة عند القبور بدعة.

وقد حكى الأقوال الثلاثة ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- في شرحه للعقيدة الطحاوية فليرجع إليه.

والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>