للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكفي في عقوبة الزنا ما جاء في صحيح البخاري من إثبات عظيم عقوبته يوم القيامة؛ فقد جاء فيه (١٣٨٦) من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه، فقال: "من رأى منكم الليلة رؤيا؟ " قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول ما شاء الله، فسأَلنا يوما فقال: "هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " قلنا: لا، قال: "لكني رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كَلُّوب من حديد" ... وذكر الحديث بطوله، وفيه: "قالا: انطلق. فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: من هذا؟ قالا: انطلق. فانطلقنا ... قلت: طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت، قالا: نعم، أما الذي ... والذي رأيته في الثقب فهم الزناة ... وأنا جبريل وهذا ميكائيل...." الحديث.

والنصوص في تحريم الزنا وبيان عظمه أكثر من أن تحصر، بل هو أمر معلوم من الدين بالضرورة. قال الإمام أحمد رحمه الله: (لا أعلم بعد قتل النفس ذنبا أعظم من الزنا) . أسأل الله -عز وجل- أن يهدينا جميعا، وأن يجنبنا مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفق الله السائل لما يحبه ويرضاه وهداه إلى سبيله المنير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>