للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل تَبينُ منه بهذا الطلاق؟

المجيب د. نايف بن أحمد الحمد

القاضي بمحكمة رماح

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٠٦/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

أختي متزوجة من رجل متهاون بأمر الله -سبحانه وتعال- ويشرب الخمر، وعند حدوث أي مشكلة مع أولاده أو زوجته يقول لزوجته: أنت طالق، وقد حدث هذا الأمر أكثر من خمس مرات، أي أنه قال لزوجته: أنت طالق أكثر من خمس مرات، وبعد يوم أو يومين تعود الحياة بينهما إلى طبيعتها، وكأن شيئًا لم يحصل، حتى حصول المشكلة الأخيرة بينهما، حيث قال لها أمام شهود: أنت طالق طالق طالق. فهل تعتبر طالقًا؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فمن طلق زوجته ثلاث تطليقات متفرقات في طهر لم يجامعها فيه وهو في حالة معتبرة شرعاً فقد بانت منه زوجته بينونة كبرى بلا خلاف، فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره نكاح رغبة لا تحليل ثم يطلقها، قال تعالى: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجاً غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون" [البقرة:٢٢٩-٢٣٠] .

أما ما جاء في السؤال، فالواجب على المرأة المذكورة أن لا تمكن الرجل منها؛ لأن الذي يظهر أنها قد بانت منه بينونة كبرى، فإن رغب في مراجعتها -لظنه عدم وقوع الطلاق- فلابد من مراجعة أحد العلماء للنظر في تفاصيل تلك الوقائع، ثم إصدار فتوى عن حكم كل طلقة من تلك الطلقات المتكررة.

وأنصح الجميع بتقوى الله تعالى، وعدم التلاعب بالطلاق فهو من حدود الله تعالى، فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما بال أقوام يلعبون بحدود الله يقول أحدهم: قد طلقتك، قد راجعتك، قد طلقتك" رواه ابن ماجه (٢٠١٧) ، والبيهقي (٧/٣٢٢) ، وحسنه البوصيري في الزوائد (٢/١٢٣) .

وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعاً؟ فقام غضبان، فقال: "أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم". حتى قام رجل فقال: يا رسول الله أفلا أقتله!. رواه النسائي (٣٤٠١) . قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: إسناده جيد. وانظر نيل الأوطار (٧/١٢) . والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>