للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل الاستقطاع الشهري من العمل الدائم؟]

المجيب د. عبد الله بن عمر السحيباني

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢١/٠٣/١٤٢٧هـ

السؤال

ما أجر من تاب أو اعتنق الإسلام على يد مسلم؟ وما أجر تربية الأطفال وتعويدهم الصلاة؟ وهل اشتراك الاستقطاع الشهري من الراتب -ولوكان قليلاً- لمكتب الجاليات يعد من العمل الدائم؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد دلّت نصوص كثيرة من القرآن والسنة على عظيم أجر المصلحين والدعاة إلى الله سبحانه، وقد يكفي في هذا المقام ذكر حديث واحد عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم هو قوله: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً" أخرجه مسلم (٢٦٧٤) .

والدلالة على الهدى لها وسائل وطرق تختلف باختلاف الزمان والمكان، ومن وسائل نشر الهدى والدلالة عليه في هذا الزمن مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات، فالمشاركة مع تلك المكاتب بالنفس أو المال كله داخل في هذا السبيل.

ومن خير العمل: العملُ الدائمُ الذي أشار إليه السائل بالاستقطاع الشهري، فإنه وإن كان قليلاً ففيه خير كثير، فقليل يدوم خير من كثير يزول، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ.

وأما أجر تربية الأولاد فهو النفع العظيم في الدنيا والآخرة، فإن الأولاد إذا صلحوا نفعوا أنفسهم ووالديهم وأمتهم، بل إن الوالد ينتفع بصلاح ولده حيًّا وميتا. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" أخرجه مسلم (١٦٣١) . مع أن الحرص على تربية الولد وصلاحه واجب على الوالد تجاه ولده لا يعذر في التفريط فيه، أسأل الله أن يصلح نيتنا وذرياتنا والمسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>