للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من هم الصابئة؟!]

المجيب د. عبد العزيز بن عمر الغامدي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٠/٠١/١٤٢٧هـ

السؤال

من هم الصابئة، وهل تنتمي هذه الفئة إلى الإسلام، ولماذا ذكرت في القرآن؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فبالنسبة لطائفة الصابئة فهي طائفة تنقسم إلى قسمين:

١- الصابئة الحرّانيون: وهذه الطائفة هي التي أُرسِل إليها الخليل إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وهم عبادُ أوثان يعبدون الكواكب، وكان لها بيوت (هياكل) عبادةٍ، ومن وإلى هؤلاء انتسب الفلاسفة الملاحدة القائلون بتأثير الكواكب على أهل الأرض.

٢- الصابئة المندانيون: وهؤلاء هم الباقون اليوم، ويعتبرون النبي يحيى بن زكريا -على نبينا وعليه السلام- نبياً لهم، ولم ينس هؤلاء أيضاً تقديس الكواكب والتوجه إليها، ويعتبر الاتجاه نحو نجم القطب الشمالي والتعميد الذي عند النصارى من أهم طقوسهم، وقد أجاز أغلب الفقهاء أخذ الجزية منهم، وقاسوهم بأهل الكتاب.

كما يدعي الصابئة المندانيون بالذات أن دينهم يرجع إلى آدم -عليه السلام- كما ينتسبون إلى سام بن نوح، ويعتبرون أنفسهم ساميين، وكانوا يُقيمون في القدس، وبعد الميلاد طُردوا من فلسطين، فهاجروا إلى حران بالعراق، وهناك ظهرت الصابئة الحرانية الوثنية متأثرة بالوثنيات في تلك الأحياء، ومن حران هاجروا إلى جنوب العراق وإيران، ولا يزال لهم وجود إلى اليوم، ويعرفون هناك بصابئة البطائح، ولهم كتبٌ بالسريانية، ويعتقدون بوجود الإله الخالق الأزلي الذي لا تناله الحواس، غير أنهم يجعلون بعد هذا الإله ثلاث مائة وستين شخصاً يخلقون ويفعلون أفعال الإله، هؤلاء الأشخاص ليسوا آلهةٌ ولا ملائكة، هم الذين يعلمون البرق والمطر والشمس والليل، وكل واحدٍ من هؤلاء يعلم الغيب وله مملكته الخاصة به في عالم الأنوار، كما يعتقدون أن مسكن هؤلاء الأشخاص في الكواكب ولهذا يقدسون الكواكب، ولهم صلاة يؤدونها قبيل الشروق وعند الزوال وقبيل الغروب، ويستحبونها جماعة في أيام الآحاد والأعياد، هذه الصلاة فيها وقوفٌ وركوع وجلوس على الأرض، لكن من دون سجود، تستغرق هذه الصلاة أكثر من الساعة، يتوجَّه المصلي تجاه الجدي بلباسه الطاهر حافي القدمين، يتلو فيها سبع قراءات يمجد فيها الرب مستمداً منه العون طالباً منه تيسير اتصاله بعالم الأنوار.

والصابئة يحرِّمون الصيام؛ لأنه تحريم لما أحلَّ الله، لكنهم يمتنعون من أكل اللحوم المباحة لمدة ستة وثلاثين يوماً متفرّقة طوال السنة، والطهارة مفروضة على الذكر والأنثى سواء بلا تمييز، وتكون الطهارة في الماء الجاري غير المنقطع عن مجراه الطبيعي، لذا تجد أن سكناهم يكون بجوار الأنهار، ولهم وضوء يشبه الوضوء عند المسلمين في صلاتهم، غير أن المتوضئ يجب أن يكون متوجهاً نحو نجم القطب الشمالي، وللوضوء مفسدات كالبول والغائط والريح ولمس الحائض والنفساء.

وقد ورد ذكر الصابئة في القرآن الكريم مقروناً باليهود والنصارى والمجوس والمشركين، وقد تأثر الصابئة باليهود والنصارى والمجوس أكثر من غيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>