للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الله -تعالى-: " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون" [السجدة:١١] ، وقال تعالى: "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم" [النحل:٢٨] ، وقال تعالى: " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين" [النحل:٣٢] ومذهب أهل السنة والجماعة أن ملك الموت واحد، وله أعوان كما هو ظاهر هذه الآيات وكما دلت على ذلك السنة عن النبي-صلى الله عيه وسلم- كما في حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه- الطويل الذي رواه أبو داود (٤٧٥٣) والنسائي (٢٠٠١) وابن ماجة (١٥٤٩) وفيه أن ملك الموت يقبض روح العبد، ثم لا تدعها الملائكة الذين معه -ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب- بل يأخذونها ويضعونها فيما معهم من الكفن والحنوط، ثم روح المؤمن يصعد بها وتفتح لها أبواب السماء، وروح الكفار تغلق دونها أبواب السماء كما قال الله -تعالى-: "لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط" الآية [الأعراف:٤٠] ، والإيمان بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين ومن معه من الملائكة هو من الإيمان بالملائكة الذي هو أحد أصول الإيمان ويجب أن يعلم أن الملائكة أعطاهم الله من القدرة والتصرف والتدبير ما لا تحيط به عقول البشر، فهذا جبريل -عليه السلام- يأتي بالوحي من عند الله في لحظات، وذلك حين يُسأل الرسول-صلى الله عليه وسلم- فلا يكون عنده جواب، فيأتيه الجواب من عند الله -سبحانه- في الحال، فلا يجوز أن نقيس قدرة ملك الموت على قدرة الناس، والله -سبحانه وتعالى- الذي هو على كل شيء قدير هو الذي يعطي القدرة، فلا يمتنع أن يجعل ملك الموت قادراً على قبض العديد من الأرواح بل الألوف أو مئات الألوف في وقت واحد، والواجب الإيمان والتسليم بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وإن لم تدركه عقولنا وتحيط به، فأحوال عالم الغيب فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال، فها هي المخترعات الحديثة التي خلق الله أسبابها وكشفها للعباد وأقدرهم على التصرف فيها قد

<<  <  ج: ص:  >  >>