للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل أترك بعض الحجاب لتحبيبهم للإسلام؟!]

المجيب د. صالح بن عبد العزيز التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/الجديد

التاريخ ٢٢/٠٤/١٤٢٧هـ

السؤال

أنا زوجة لمبتعث سعودي يدرس بأمريكا ومقيمة هناك منذ ما يقارب الخمس سنوات، وأنا -ولله الحمد- أحافظ على حجابي الشرعي وأغطي جميع بدني بلبس العباءة والنقاب، ولم أتعرض إلى أي مضايقات ولله المنة. علماً بأنني أنيقة جداً في اختيار الألوان المناسبة للحجاب، ليس بغرض الزينة، ولكن بغرض القبول لدى هذا الشعب، الذي المرأة فيه كالرجل، ولعل الله يكتب لي عن طريق هذا القبول لديهم أن يهدي الله بي امرأة منهم. ومنذ ما يقارب السنة والنصف قدر الله لي الالتحاق ببعثة لدراسة الماجستير تتزامن مع دراسة زوجي هناك، وقد ذهبت إلى المحاضرات وأنا بلباسي الشرعي ولم أجد أي مضايقات من أحد -ولله الحمد- ولكن وبعد مرور بضعة أشهر قابلتني أسئلة كثيرة من زميلات الدراسة والمدرسات -طبعا من غير المسلمين- لماذا تلبسين هكذا؟ ألا تختنقين! هل وجهك مشوه؟ أسئلة أشعر من خلالها بأنهم يأسفون لحال المرأة في الإسلام!

فهل أبقى على حجابي بالنقاب، أم أكتفي بتغطية البدن، والشعر دون الوجه؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أيتها الأخت العصامية في زمن الانهزام ... كم نحن بحاجة إلى من يفسِّر قوله تعالى: "خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ... " [البقرة:٦٣] . نعم ستجدين من الأقوال الخلافية في المسألة ما تجدين به المعاذير لتقديم تنازلات أكثر..

ولكن ونحن في زمن طغت فيه القوة المادية بحيث لا يجاريها ولا يقاومها بشر في هذه الفترة، أفلا نقاوم ونصارع بالقوة المعنوية وهي التمسك بالإسلام عقيدة وعملاً؟

أختي ما ذكرتِ في رسالتك لا يُعدُّ مضايقة، ولا أذى، ولا ضرورة تستدعى تغيير الموقف.. وإنما هي من الابتلاءات التي يجدها كل داعٍ وداعية في طريقه إلى الله.. وهي علامات مبشّرة أن نجد هذه النماذج الصامدة في زمن الانكسار..

أختي -أبداً- لا يساورك شك فإن هذه خواطر شيطانية ومحاولات يائسة أرجو أن لا تؤثر على المعلوم من الشرع، والأهم من ذلك أن تكوني على علم وقناعة شرعية وبعدها لا تهتمي كثيراً بما يقال. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>