للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أرغب في خطبة من أحببتها وأهلي يريدون لي أخرى!]

المجيب عبد الله العيادة

عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة

التاريخ ٠٢/٠٧/١٤٢٦هـ

السؤال

أنا شاب مقتدر ومؤهل لمسؤولية الزواج، كنت -وما زلت- أحب بنت الجيران منذ الصغر إلى أن أصبحنا ناضجين، وأقدِّر هذا الحب بالنقي الخالي من جميع الشوائب، ويوم عزمت على خطبتها أبلغت أهلي بهذا الخبر (علماً أن أهلي وأهلها يعلمون منذ زمن أن فلان لفلانة) ، ولكن المفاجأة أن أهلي رفضوا هذا الارتباط دون سابق إنذار، وحججهم واهية، مثل: أن هذه البنت ليست من أهلنا، وأن العائلة لا تسمح بأي شكل من الأشكال أن يتزوج شبابها وبناتها من غير العائلة، وبعد مداولات ومناوشات ومناقشات استمرت قرابة السنتين، قررت أن أرضي والديّ وأن أخطب بنت عمي، علماً أنها تصغرني بثماني سنوات، ولا أعلم ماذا أفعل؟ رغم أني والله لا يمر يوم أو ساعة إلا وأنا أتذكر فيها البنت التي أحببت، ولا أخفي عليكم أنني استشرت واستخرت واعتمرت أكثر من مرة، ولا زال هناك حنين وشوق إلى ماضي زماني، أيضاً لا أخفي عليكم أنني أخاف أن يستمر هذا الحب بعد الذي صار، ويزداد أكثر من ذي قبل. أفيدوني مأجورين.

الجواب

أخي الكريم: لا أدري من أين أبدأ الإجابة على مشكلتك، فهي من السهل الممتنع.

أولاً: لا ألومك على ما أبديت من حب لبنت الجيران، بغض النظر عن الطريق الذي سلكته؛ لأن الحب قد يتخطى كل الحواجز والسدود، وقلت إنها تملكت عليك شغاف قلبك، وتقول: إنك أحببتها منذ الصغر، لكن المهم عندنا حبكما بعد النضج، كيف استمر هذا الحب؟ فقد يكون بين الأطفال اندماج حال الصغر، ويكبر معهما، ولكن إذا (حجبت البنت) وكبر الولد، قد يبتعدان عن بعضهما، ولكن قد تكون هناك وسائل اتصال بينهما حتى بعد الحجاب، إما بالنظر أو المحادثة (وهذا غير جائز شرعاً) ، فليتك وصفت كيف استمر هذا الحب، وعن أي طريق؟ وأنا سأناقش موضوعك على أنها مسألة قضيت، وسكنت إلى قلبك.

يا أخي الكريم: هل تحققت للناس كل أمانيهم ونالوا ما يريدون في هذه الحياة؟ الواقع لا، والحياة لم تتوقف، والقوي الشديد الذي يفكر بعقله لا بقلبه، هو الذي يتحدى الصعاب، ويشق طريق الحياة على أنها فترة زمنية، وتنتهي، والمهم فيها ما هو الشيء الذي أفعله ويقربني إلى الله -سبحانه وتعالى-.

أما رفض أهلك وأسرتك لهذا الزواج، فقد يكون له ما يبرره أصلاً، وأشم من رائحة ما تقول أنكما مختلفين من الناحية القبلية، وهذا موجود في المجتمع، وكثير من العوائل تعتبر هذا من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها.

أخيراً أخي الكريم: أين التسليم والرضا بما يقضي الله للعبد؟ فإذا كان الله قد قدَّر أنك لن تظفر بهذه الفتاة، فلن تظفر بها، وعليك التسليم هنا، وتذكر قول ربك سبحانه وتعالى: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم" [البقرة: ٢١٦] ، وقوله تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" [الأحزاب:٣٦] .

<<  <  ج: ص:  >  >>