للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أحبها وأمي ترفض زواجي بها]

المجيب علي بن عبد الله العجلان

مستشار أسري - وزارة الشؤون الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ قبل الزواج/اختيار الزوج أو الزوجة

التاريخ ١٦/٦/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

أنا شاب في السنة السادسة من كلية الطب، وأعجبت بزميلة لي تعمل معنا في المستشفى، وأرغب في الزواج منها والارتباط بها، وأمي من النوع الشديد جداً والمتعصب في التفكير، حيث إنها لا تحب إلا أن تكون العروس من اختيارها؛ لأنها تعتقد أنه لو لم تكن من اختيارها فأنها ستكون سيئة معها، مع العلم من أن هذه الإنسانة قمة في الأدب والأخلاق، والكثير يمدحونها ويمدحون أخلاقياتها وعائلتها، المشكلة الآن هي كيف تقتنع أمي بالوضع، وتوافق على خطبتها لي، خصوصاً أن عائلتها تعود إلى أصل شرق أسيوي، وأمي دائماً تقول يستحيل أن أزوج أبنائي من هؤلاء، ويعلم الله أني أحب الفتاة حباً طاهراً، وقلبي متعلق بها بشدة، وأريدها بالحلال، ولم يحصل شيء بيننا أبداً، ولكني معجب بها بشدة، وأحبها كثيراً، وأشعر بالأسى إن فقدتها، وأنا محتار جداً بعد كلام أمي، فقد كان كالسهم الذي مزقني، كيف لي أن أقنعها بأن الفتاة ليست كما تظن؟ حيث إنها رافضة حتى أن تزور أهلها، وأنا الآن في حالة سيئة؛ نظراً لرفض أمي، وهي تقول: أنت تعرف الفتاة وبالتالي هي ليست أهلا للثقة، أرجو مساعدتي في أقرب وقت ممكن، ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابه أجمعين، أما بعد:

أخي الكريم: وفقك الله ورزقك الزوجة الصالحة، والجواب كما يأتي:

١- اختيار شريكة العمر، ورفيقة الدرب ليس بالأمر الهين، وخاصة في هذا الزمان.

٢- قد يعجب الشاب بفتاة كزميلة له أو صديقة لأخواته، ولكن قد لا يكون من المناسب أن تكون زوجة له.

٣- يفكر بعض من يريد الزواج بالشكل والجمال، وقد يغرى بالفتاة، ولكن بعد الزواج، وبعد الحمل، والولادة، وإنجاب الأطفال يشعر بأنه قد أخطأ، وكان من المفترض أن يحسن الاختيار، وهذا لا يعرفه إلا من جربه.

٤- الشاب يعيش في مجتمع وفي أسرة، وتختلف هذه الأسرة عن غيرها في سلوكياتها وأخلاقها، وأعرافها، وقد يكون من المألوف عند بعض الأسر أن تخرج المرأة مع الرجال الأجانب، وتتحدث معهم، وتبيت خارج البيت، وتذهب إلى من تريد بلا حسيب ولا رقيب، وترى أسرة أخرى أن ذلك لا يجوز، وأنه أمر حرام لا توافق عليه الأسرة مهما كلف الأمر.

٥- في المثل العامي (رقعة الثوب منه) ، وقد ذكر الفقهاء - رحمهم الله- التكافؤ بين الأزواج، فكلما كان كلاً من الزوجين من بيئة واحدة متقاربين في الثقافة والأمور العامة، كلما كان ذلك سبباً من أسباب بقاء العلاقة الزوجية وصفائها.

٦- إذا كانت هذه الفتاة على درجة من الدين والخلق، ونفسك متعلقة بها، فإن إقناع أمك يكون بأن تزوركم هذه الفتاة مع أمها، وتتحدث مع أمك بعد الزيارة، وترى ما عند أمك، فربما حطم ذلك كثيراً من التصورات المسبقة لدى والدتك وجعلها تنظر إليها بإيجابية واحترام.

<<  <  ج: ص:  >  >>