للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تأويل السلف لقوله: " والسماء بينناها بأيد"]

المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

القرآن الكريم وعلومه/تفسير آيات أشكلت

التاريخ ٠٣/١١/١٤٢٦هـ

السؤال

يقال: إن بعض السلف أوّل صفة اليد لله في قوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيد" بأن ذلك يعني بقوة. فهل هذا صحيح؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقوله تعالى: "والسماء بنيناها بأيدٍ" [الذاريات: ٤٧] . قال المفسرون: أي بقوة، وهذا لا خلاف فيه. والأيد في الآية مصدر آد يئيد، يعني القوة، كما قال تعالى: "واذكر عبدنا داود ذا الأيد" [ص:١٧] أي ذا القوة، وليس هو بمعنى اليد، فاليد جمعها (أيدي) ، كما قال تعالى: "أَولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا" [يس: ٧١] ، وعلى هذا فتفسير الأيد بالقوة ليس تأويلاً أصلاً، فإن التأويل هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى غيره، فلا يرد على هذا التفسير، فلا يجوز أن يقال: إن السلف أولوا هذه الآية، بل فسروها بمعناها الظاهر، وليس في هذا التفسير صرف للفظ عن ظاهره فلا يكون تأويلاً، ومن قال: إن السلف أولوا. فهو إما جاهل، وإما ملبس يريد أن يحتج بذلك على ما يذهب إليه من التأويل الباطل. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>