للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شدة الغيرة على الزوج]

المجيب عبد الله بن عبد العزيز الدريس

مدير إدارة التوعية والتوجيه بجهاز الإرشاد بالحرس الوطني

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/الغيرة

التاريخ ٢٦-٥-١٤٢٤

السؤال

سيدي الفاضل إني متزوجة من أربع سنوات، وأنا سعيدة مع زوجي، مع العلم أنني وزوجي ملتزمين ولله الحمد، ولكن هناك ما غيَّر حياتي إلي جحيم وهي الغيرة فأنا غيورة بقوة ولا أدري هل صارت الغيرة جزءاً مني لدرجة أني صرت أغار عليه من أخواته.

أرجوك ساعدني وأنقذ حياتي.

الجواب

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم "

أحمد الله - عز وجل - على أن من عليك بهذه السعادة، وأسأله سبحانه أن يديمها عليك، فهي أساس استقرار الأسرة ونشأة جيل سوي لينفع الله به الأمة.

كما أن الواقع مر فعلاً حينما نرى الأسرة تعصف بها المشكلات والأزمات التي ربما قوضت أركانها.

الغير -أختي الفاضلة- هي نتاج الحب -غالباً- إذا تتولد رغبة في النفس بالاستئثار بالمحبوب دون الآخرين، وهي شعور جميل إذا قارنه الاعتدال، ولكن إذا زاد عن حده ربما كان طريقاً إلى الشك وإلى مشكلات أخرى أنت في غنى عنها.

حينما تشعرين أن الغيرة صارت جزءاً منك سوف يصعب عليك علاجها، ولكن إذا أقنعت نفسك أنها صفة دخيلة يمكن تجاوزها والتخلص منها فسوف يهون الأمر عليك.

وأنت قادرة على مقاومتها بطرق كثيرة، ولكن المهم الآن أن تحاولي بكل طاقتك ألا تظهر على تصرفاتك تجاه زوجك، لأن هذا يوهي حبال المحبة في القلوب، وخلال فترة المقاومة هذه يمكنك فعل الآتي:

١. أن تزيدي الثقة بنفسك، فإن الغيرة المفرطة هي غالباً نتاج نقصان الثقة بالنفس، فالمرأة غير واثقة في مشاعر زوجها تجاهها وقدرتها على استمالة قلبه وإثارة الإعجاب بشكلها ومعاملتها وطريقة كلامها في نفسه، لذلك حاولي أن تتعرفي على ما من الله به عليك من مميزات وإمكانات، في تدينك ومحافظتك، في شكلك ومظهرك، وألا تظهري أمام زوجك إلا في أحسن صورة يراها، في أسلوب حديثك وطريقة كلامك ورقة تعاملك، فإذا تعرفت على حقيقة ذلك فيك فسوف تزيد ثقتك في نفسك بلا شك.

٢. أن تمنحي زوجك قدراً كبيراً من الثقة، فما دام متديناً فسوف يعصمه دينه عن العلاقة المحرمة بإذن الله، وما دام يحبك فما الذي يجعله يتطلع إلى امرأة غيرك، وأن تحذري كل الحذر من الشك وسوء الظن، فإضافة إلى كونها ظلم وتعد فهي من أسباب إفساد العلاقة الزوجية.

٣. أن تتعرفي على الآثار السيئة التي تترتب على الغيرة المذمومة، وأنها نار في قلبك تحرقك، وقيود وضغط نفسي على زوجك يؤذيه، وتوتر في العلاقة الزوجية يقلقها، لكي تستشعري ضرورة التخلص منها.

٤. أن تدعي الله بإلحاح أن يذهب عنك هذه الغيرة، فإن الله عز وجل قادر على ذلك.

طمأن الله قلبك ووفقك وزقك الذرية الصالحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>