للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تزوجني الثانية ... وظلمني!]

المجيب البندري بنت عبد العزيز العمر

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/مشكلات التعدد

التاريخ ٠٢/٠٤/١٤٢٧هـ

السؤال

أنا على وشك الطلاق وأنتظر بعض الإجراءات الروتينية لاستلام ورقة طلاقي. كنت في السابق متزوجة وتوفي أبو أولادي وترك لي ولدين ربيتهما وحدي بعون رب العالمين ولا أنوي التخلي عنهما.

الحمد لله أنني متدينة ولا أزكي نفسي، ولكنني أرجو من الله وآمل أن ينطبق علي وصف (الزوجة الصالحة) تزوجت منذ قرابة الثلاث سنوات من رجل متزوج، ونظرا لأن ظاهره التدين كنت أظن أنه لن يظلمنى.

لم نتفق على سرية زواجه بل على ضرورة إعلام زوجته أو أبنائه، وبعد الزواج صار يماطلا مما ترتب عليه قيامه بالكذب عدة مرات وخداعي وعدم العدل بيني وبين زوجته خصوصا أنه يسكن في بلد آخر معها وأنا يأتيني من حين لآخر فحتى عندما يأتي لبلدي مع زوجته يبقى معها ويزورني كالضيوف، طلبت منه الإنجاب رفض بشدة، رغم أننا اتفقنا على عدم الإنجاب في البداية إلا أنني عندما رأيت منه عدم الإلتزام بوعوده خفت على نفسي من مصير الطلاق فطلبت الإنجاب، رفض، كان يتركني فترة طويلة أعاني الوحدة وحاجتي الغريزية لزوجي، لم يكن يأتي إلي إلا عندما يريد هو ذلك.

الآن هجرني مدة خمس شهور دون أن يسأل عني؛ كان يرسل لي مصروفي الشهري عبر حوالة بنكية دون أن يتصل بي.

كل ذلك أصابني بفقدان الثقة بالرجال.

هل هكذا يفعل المتدين؟ الذي يخاف عقاب الله؟

وهل يضيع حقي عند الله؟ ولماذا يمكنه الله من أن يفعل بي ذلك؟ لقد صبرت وسكت وقررت أن أصبر طوال فترة هجرانه لي فهل أستحق تلك النهاية؟

لا أحتمل أن أحمل لقب مطلقة بعد أن حملت لقب أرملة. أتمنى أن أرى عدل الله فيه.

فهل يجوز أن أتمنى ذلك؟

وهل يحق للرجل أن يطلق دون إبداء الأسباب مكتفياً بأن ذلك حقه؟

هل ما فعله بي يعتبر من الظلم؟

أم أنه استعمل حقه كما استعمله أول مرة في التعدد؟ وحسبي الله ونعم الوكيل. وجزاكم الله خيراً.

الجواب

أختي الغالية: وصلتني معاناتك وكم لهجت لك بالدعاء، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجيرك في مصيبتك ويخلفك خيراً من زوجك إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

- تساؤلات عديدة تم طرحها وأسأل الله الكريم بمنه وكرمه أن تنعمي بعد هذه المأساة بحياة كريمة تنسين فيها كل ما جال في خاطرك ودار في ذهنك، كما أساله بمنه ورحمته أن يثبتك على دينك ويجنبك الشقاء والفتن، وألا تكون هذه المعاناة سبباً لزعزعة ثقتك بعدل الشريعة وكمالها، فهذا امتحان من الله عز وجل ليرى منك ما تصنعين فأري الله من نفسك خيراً ورددي آمنا بالله وعليه توكلنا وبحكمه وثقنا ولأمره أنفذنا وأطعنا غير كارهين ولا ساخطين بل راضين مُسَلِّمين.

- وأذكرك بأن قوماً كفروا وارتدوا مع انقيادهم بسبب كرههم أمر الله فقال الله -عز وجل- في سورة محمد: "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم". [محمد:٩] .

<<  <  ج: ص:  >  >>