للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نكث بوعده..!! فهل اطلب الطلاق..؟؟!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/سوء العشرة

التاريخ ٤-٤-١٤٢٣

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات تقريبا. قبل عقد القران اشترطت على زوجي متابعة الدراسة فوافق بكل سرور، فسافرت معه إلى حيث يعيش في بلد أوروبي، على أن نسكن مع أهله مؤقتا، ثم نرحل إلى بيتنا الخاص لكن بعد شهور قليلة وجدت هذا الزوج يقول لي بكل بساطة بأننا لن نستقل أبدأ ببيتنا الخاص، وأنه على أن أسمع لكلام أمه وأمتثل لكل أوامرها. مع العلم بأن هذه الأم هي وبناتها يدرسن وأنا علي أن أبقى في البيت لأهتم بإعداد الطعام وما إلى ذلك وهم يقولون لي بكل صراحة هذا هو الأمر الواقع فاختاري بين البقاء أو الرحيل واللحاق بأهلك. لا أستطيع ذكر كل التفاصيل إلا أنني أعاني وضعاً غاية في الصعوبة حيث المسألة بالنسبة لي هي مسألة كرامة، وصرت فعلاً أفكر بالرحيل وطلب الطلاق. بماذا تنصحونني، وجزاكم الله خيراً

الجواب

أيها الأخت الكريمة ...

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع الإسلام اليوم.. حقيقة أتفهم جداً لموقفك في هذا البلد وفي هذه الغربة البعيدة عن أهلك وبلدك..

أنت لم توضحي البلد الأصلي.. ولم توضحي كيفية التعرف على هذا الزوج وكيف تم الزواج بينكما.. لذلك فأنا لا أعلم هل كان ذلك الزواج قد بني على تفهم وحرص وتدقيق في السؤال عن هذا الزوج قبل إتمامه؟ أم أنك كنت فقط غارقة في أحلام الفارس الذي سوف يطير بك إلى أصقاع الأرض؟ هل كان العيش في بلدٍ أوربي هو غاية المنتهى ونهاية الأحلام التي شغلت ذهنك كثيراً قبل الزواج ولم تستطيعي مقاومة هذه المشاعر عندما تقدم إليك هذا الرجل وخطبك فوافقت في الحال ودون استشارة وسؤال عن حاله وحال مجتمعه الذي يعيش فيه؟ هل كنت على معرفة تامة بصفات هذا الزوج الخلقية ورجولته وشهامته ومدى تدينه وارتباطه بالله ومخافته له قبل الزواج؟ أم أن الهجرة إلى بلد أوربي قد أعماك عن كل ذلك؟ هذه في الحقيقة مجموعة من الأسئلة كنت أودّ منك لو ذكرتها في ثنايا سؤالك..

أنت أيضاً لم تذكري شيئاً عن حال زوجك الآن سوى أنه مستسلم لرغبات والدته وأخواته، فلم تذكري موقفه من هذه القضايا بينك وبين أهله.. هل هو مؤيد؟ أو متضايق؟ أو هو سلبي وكأن الأمر لا يعنيه؟ على أية حال.. الذي يمكن أن أسدي به إليك هو أن لا تتعجلي الأمور ولا تطلبي الطلاق هكذا وبهذه السرعة فالشرع أباحه كآخر فرصة وحلٍ لكل من الزوجين وهو الباب الأخير الذي يمكن أن يلجا من خلاله.. إذ دون ذلك أبواب ومسالك عليك ولوجها وطرقها قبل التفكير بهذا الحلال البغيض.

حاولي مكاشفة زوجك بكل ما يختلج في صدرك في وقت ومكان مناسبين توضحين فيه أسباب الضيق الذي تمرين به والأزمة النفسية التي تعصف بك. ذكريه بوجوب الإيفاء بالعهد الذي قدمه لك عند الزواج.. اقترحي عليه الانتقال إلى مسكن قريب ومجاور لبيت أهله ليكون قريباً منهم ومطمئناً عليهم طول الوقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>