للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حماتي تسيء إلي كثيراً

المجيب د. لولوة المطرودي

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/أهل الزوجة

التاريخ ٢٧/٣/١٤٢٥هـ

السؤال

مشكلتي هي حماتي فأنا بشهادة الجميع جميلة ومهذبة وهادئة وعاقلة، -كما يقولون عني- لدرجة ضعف الشخصية، فأنا مسالمة إلى أبعد الحدود، وسهلة الانقياد، رغم أنني متعلمة وجامعية، المهم أنني تزوجت عن طريق الأهل من شاب ليس وسيماً، ولكنه متدين ومن عائلة متدينة، فوافقت على الفور رغم اندهاش الآخرين من موافقتي للزواج بشاب أنا أجمل منه بكثير، لكنني أصررت على الزواج به لدينه وأخلاقه، وفعلا تم الزواج، ووجدت نفسي أعيش مع زوجي حياة سعيدة جداً، فنحن متزوجان منذ عام ونصف، وأنا أراعيه وأهتم به وأخدمه دون شكوى أو ملل أو كلل، وهو ابن حلال، ولكن المشكلة أمه، فهي لا تكف عن توجيه الإهانات لي، وإسماعي ما أكرهه من الكلام، وتعمل على تحريض زوجي علي، وكلما التقينا بها عدنا إلى البيت ليبدأ الشجار بيننا بسببها بعد أن تكون قد نفثت بذور الفتنة بيننا، وكل هذا دون سبب!

يقول لي إن أمه مخطئة ولكن ماذا عساه يفعل؟ فإذا نبهها إلى أن تنتبه إلى كلامها أخذت تبكي كالأطفال لمدة ست ساعات على الأقل دون توقف.

زوجي يقول لي إنها مريضة نفسية، وأنني لم أخطئ معها، بل على العكس تحملت إهاناتها كثيراً من أجل زوجي، ولكن يبدو أنها تمادت في ذلك، لا أدري ماذا تريد الأم من ابنها غير أن يكون سعيدا في حياته!

نحن الآن نعيش في بلد آخر بحكم عمل زوجي، ولكن كلما ذهبنا في زيارة إلى بلدنا تنغص علينا حياتنا، وزوجي ضعيف الشخصية أمامها، ولا يدافع عني حتى لو كنت على حق، بل يقوم بشتمي إرضاء لها، وهذا ما يغضبني، فقد تحيرت كلما قابلتها بالمعروف والحسنى تسيء إلي، هل يجب أن أكون لئيمة وشريرة حتى تحترمني؟ أم أن الطيبة في هذا الزمن أصبحت ضعف شخصية يستغلها الناس؟ أرجوكم أرشدوني؛ فأنا غاضبة جداً.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله فيك ووفقك لكل خير وزادك الله رفعة في الدنيا والآخرة لتواضعك، فمن تواضع لله رفعه، فهذه محمدة لك تثابين عليها - إن شاء الله- وأهنئك على اختيارك لهذا الزوج المتدين الصالح تمثلاً بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... " رواه الترمذي (١٠٨٤) وابن ماجة (١٩٦٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - فنعم الاختيار الذي اخترته، ويدل على رجاحة عقلك، وعسى الله أن يتمم عليك نعمة حسن التصرف - كما امتنها عليك أولاً-.

وإليك بعض التوجيهات التي يمكن أن ينفع الله بها:

(١) الصبر على ما أصابك، واحتساب الأجر، والمثوبة من الله -تعالى-، فالصابرون لهم أجرهم عند ربهم بغير حساب، فإذا رضيت بقضاء الله على ما أصابك هانت عليك جميع العقبات، فالدنيا دار كبد.

(٢) الإلحاح في دعاء الله -تعالى- أن يصلح ذات بينكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>