للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣. ربما أن زوجتك تعاني من حالة نفسية أو مرضية، فعليك أن تعرضها على مختصين في ذلك دون أن تجرح مشاعرها.

٤. لعل هناك أموراً أنت مقصر فيها نحوها، أو أنك تفعل أموراً تضايقها وتحملها على هذه التصرفات، وهي لا تبوح لك بذلك، فإن كان الأمر كذلك فعليك أن تجلس معها واجعلها تبوح لك بكل شيء، وما هي الدوافع التي تجعلها تتصرَّف مثل هذه التصرُّفات، والتي ينبغي أن تترفَّع عنها؟ وعندها يمكن أن تكون المشكلة قد حُلَّت بمعرفة أسبابها، وذلك بتجنُّب هذه الأسباب وتلك السلبيات التي قد تقع منك دون أن تدري بها.

٥. لا يمنع أن تجعل إحدى أخواتك من محارمك - وتكون عاقلة رشيدة - تقوم بنصحها وتبين لهال مغبة هذا الأمر، وأن عواقبه وخيمة عليها وعلى بيتها وأبنائها.

٦. عليك بالصبر عليها، وخصوصاً أنك ذكرت من حسن أخلاقها الشيء الكثير، وكما هو معلوم أن النساء خلقن من ضلع أعوج، وأن أعوج مافي الضلع أعلاه، وإن ذهبت تقيمه كسرته، وكسرها طلاقها، فاستمتع بما بها من عوج، وإن كرهت منها خلقاً أحببت منها آخر، كما ثبتت بذلك الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- انظر البخاري (٥١٨٤) ، ومسلم (١٤٦٨، ١٤٦٩) .

٧. أكثر من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يصلح شأن زوجتك، فإن للدعاء سر عجيب، هذا والله أعلم.

همسة في أذن الزوجة:

أيتها الزوجة الفاضلة أود أن ألقي على مسامعك بعض الكلمات، فاقبليها فإني لك ناصح وعليك مشفق.

١. يجب أن تعلمي أن زوجك يكِن لك كل الحب والاحترام والتقدير، وإلا ما تحمَّل منك هذا كله.

٢. اعلمي أن غيرتك على زوجك بهذه الصورة غير مطلوبة، وربما تأتي بنتائج عكسية، وقد وقع ذلك بالفعل لك، من ضربه إياك وطلاقك مرة.

٣. يجب عليك بذل ما في وسعك لتهيئي لزوجك حياة هادئة طيبة، لابد وأن يشعر بالهدوء والسكن والراحة والود والرحمة معك؛ لأن الزواج شرعه الله من أجل ذلك. قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [الروم:٢١] بالله عليك هل حياتك مع زوجك - وبهذه التصرفات التي تقومين بها من صراخ وتكسير وتخريب للبيت - حياة فيها سكن ومودة ورحمة؟ .أظن الإجابة واضحة.

٤. لو نظرت حولك لرأيت أنك في نعم يجب عليك أن تشكري عليها الله في كل وقت، فزوجك لم يقصِّر معك في أي شيء، متواجد معك في أغلب الأحيان يلبى لك طلباتك، يعمل ويتعب ويجتهد من أجل أن يوفر لك ولأبنائك حياة طيبة كريمة، فهل يكون هذا جزاؤه، "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" [الرحمن:٦٠] .

٥. اعلمي أنك لو استمريتِ على هذا الحال ستكون العاقبة وخيمة لك أنت وحدك، وعندها لا ينفع الندم ولا يفيد العقاب، فالعاقل بصير نفسه، واللبيب بالإشارة يفهم، والظمآن يكفيه من الماء اليسير.

٦. احذري من غضب الله عليك إذا أغضبت زوجك، فاجتهدي في إرضاء زوجك؛ فإنما هو جنتك ونارك، كما ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم-.

٧. اجتهدي في الدعاء بأن الله يصرف عنك هذه الغيرة المفرطة، وأن يجعل حياتك مع زوجك حياة طيبة يسودها الحب والود والرحمة، وتظلل عليها السكينة والهدوء.

نسأل الله أن يوفق الجميع لكل خير، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وفيما ذكر كفاية لمن أراد الهداية، هذا والله أعلم، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>