للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم من النساء اللاتي قد يكون لدى الواحدة منهن بعض التقصير فيما يتصل بأمور المنزل، لكنها استطاعت أن تحتوي زوجها بلغتها (الراقية) معه، فاستطاعت أن تجعله يغضّ الطرف عن تقصيرها، وفي المقابل قد (تقتل) بعض الزوجات نفسها في الاهتمام بالزوج والأولاد والبيت، لكنها (تقتل) زوجها بـ (طلقات) الكلمات العنيفة، الصادرة في جوّ الانفعال، ولذا ينسى الزوج -عند ثورته- كل ما تقدمه تلك الزوجة! وحين سأل عبد الملك بن مروان عبد العزيز بن زرارة الكلابي عن أفضل النساء، قال: التي يقول أهل الزوج قد سحرته!!.. ومن المؤكد أن السحر في اللغة أوضح منه في السلوك.

أختي الكريمة: قد يكون كلامي السابق حاضراً في ذهنك، لكني أعدته لأدعوك إلى (تفعيله) ، فكم من الأمور التي تختزنها ذواكرنا ولم ينطبع بها سلوكنا، فصارت حجة علينا!

أما بالنسبة لمشكلتك مع زوجتك -التي كتبتِ تتساءلين عنها- فالذي يبدو أن (سماء) علاقتكما الزوجية (صافية) سوى من هذه (الغيمة) الخفيفة.. وزوجك -مادام يؤدي وظيفته معك بصورة جيدة- فمن حقه أن ينام في المكان الذي يجد راحته فيه. وأتمنى ألا يؤدي ضيقك بهذا الأمر إلى تحويل هذه (الغيمة) إلى (سحب) داكنة، تقلب هناءكما إلى شقاء، وتجرف أمطارها كل الذكريات الجميلة السابقة.

ولكن من خلال كلامي السابق أعتقد -جازماً- أنك قادرة على القرب النفسي من زوجك، والتأثير فيه من خلال اللغة والسلوك.. حدثيه أنك تتفهمين (جيداً) ظروفه التي تجعله ينام في فراش مختلف، وأنك تحرصين على راحته، لكنك تحسين بفقده حين يكون بعيداً عنك، فكيف حين تستيقظين من نومك وتشعرين أنه بعيد وهو قريب!!.. عرّفيه أنك تتفهمين دوافعه، وابدئي معه راجية منه النوم معك، ولو مرة في الأسبوع.. فقد تتغير نظرته ويعتاد النوم معك، ولكن لو لم يتمّ شيء من ذلك إطلاقاً، أو رأيت أن حديثك معه في ذلك الأمر يضايقه، فمن الحكمة والعقل أن ترضي بوضعك، وهو وضع عادي لدى بعض الأزواج.

وفقك الله لهداه، وسلك بك سبيل التوفيق في الدنيا والآخرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>