للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصراحة والمكاشفة بين الزوجين هما في نظري الحل الناجح والأجدر بالعمل به لكل زوجين أرادا أن تدوم الألفة والمحبة بينهما، ولكن المشكلة أن هذه الوسيلة هي في حد ذاتها مشكلة تحتاج إلى حل. إذا أنها غائبة تماماً عند كثير من الأزواج. المصارحة والمكاشفة بين الواحد والآخر هي مع الأسف آخر ما يمكن أن يفكر في طرقه وعمله كل من الزوج والزوجة، يأخذ الزوج أو الزوجة على خاطره ويتعب على الآخر وربما يتضايق من تصرف معين أو عادة يقوم بها أحدهما باستمرار ولا تجد الآخر يحاول مكاشفتة فيها، أصبح كل منها مخزوناً مليئاً بكل نقد وعتب على الآخر ولكن وبسبب معين أو لجدار وهمي ساهم في بنائه كل منها على مرّ الزمن لا يستطيعان أو قل لا يملكان القوة والشجاعة الكافية التي تمكنهما من مصارحة إحداهما الآخر بما يجد في نفسه عليه. وكنتيجة طبيعية لهذا العمل نجد أن هذا المخزون من العتب والسأم يتحول وبطريقة لا إرادية إلى أشكال مختلفة من التصرفات والنزاعات وربما المشاجرات بين الزوجين، كثير من حالات الخصام والشجار بين الزوجين تبدأ بسبب تافه وبسيط ربما يخجل كل منهما حتى الإفصاح عنه فيما بعد لتفاهته وصغره وهو في الحقيقة إنما هو قناع حاول كل من الزوجين تفريغ ما في جعبته من شحنات العتب التي طالما تكدّست عندهما من خلاله فما برح أن أنفجر حالما وجد فرصة ولو بسيط أو سامجة إن صح التعبير ليكون بذلك بذرة وبداية لنزاعات يجر بعضها بعضاً.

إذا الحل كما أراه أنا ويراه كثيرون غيري والمتمثل في الحوار والمصارحة والمكاشفة إنما هو مشكلة بحد ذاته وذلك في غيابه التام عن الساحة الزوجية وبعده الساحق عن العلاقة الزوجية المتردية، ولذلك فإني أنصح أختي السائلة وأرشدها في أن تبدأ في مد خطوط المكاشفة مع الزوج وأن تبدأ في بناء حلقة مناقشة جادة هادئة وتشييد حوار صريح ولطيف مع زوجها تحاول فيه من التعرف على مكمن الخلل الحاصل لهما في علاقتهما الزوجية، وبالطبع فإن للمصارحة والمكاشفة الزوجية والحوار بينهما آداباً وسلوكيات يحسن بك أختي الإلمام بها ولعلي أرشدك إلى محاضرة نفسية في هذا المجال للشيخ عبد العزيز المقبل هي بعنوان " لا صداع مع الجوار " وفيه تعرض الشيخ لهذه المسألة باستفاضة وشمول أرجو أن تجدي فيها الفائدة وما يعينك في مهمتك القادمة.

أمران أخيران أود التنبيه إليهما قبل أن أنهي هذه الاستشارة:

- أولاً: إياك أن يأتيك الشيطان ويوحي إليك أن سبب عزوف زوجك عنك هو بسبب إنجابك أو نوعية إنجابك فيوحي إليك بامور قد تتعبك من الناحية النفسية وهي ابعد ما تكون عن الواقع!! ، إنك يجب أن تعلمي وتؤمني أن هذا كله بأمر الله وحكمته ولا يسع المؤمن إلا الرضى بما قسمه الله

- الأمر الآخر: وهو شائع جداً بين الناس وهو إرجاع مثل هذه المشاكل الزوجية القائمة بين الأزواج لظروف خارجية مثل العين والحسد والسحر، نعم هناك مشاكل زوجية سببها هذه الأشياء ولكنها محدودة جداً بحمد الله، فلا يسعنا كزوج وزوجة أن نجعلها شماعة نعلق عليها كل ما يدّب بيننا من خلافات ونزاعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>