للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هل تأثم بكرهها لزوجها؟]

المجيب د. عبد الله الرميان

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى - كلية الدعوة وأصول الدين.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية

التاريخ ٢٧/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعمل، وزوجي لا ينفق علي منذ سنين طويلة، ولم يساهم في تربية وتعليم أولاده، وقد علمتهم أحسن تعليم، وزوجتهم، عدا واحداً ما زال يتعلم، وزوجي لا يبرني بأي شيء حتى في المعاملة، ونحن تقريبا متقاطعون كلياً، حيث إننا نسكن في بيت اشتريته من حر مالي وهو يقيم معي، ولكنه لا يساهم بأي شيء في مصاريف المنزل طلبت منه الطلاق من قبل خوفاً من أن آثم في حقه، أو أن يأثم في حقي ولم يفعل، فهل يحاسبني الله فيما يخص كرهي له، وإحساسي بأنه عالة علي، مع العلم بأنني طلبت منه الطلاق خوفاً من عقاب الله؟ ماذا أفعل وليس في العمر بقية؟.. حاولت أن أكون طبيعية معه ولم أستطع.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أختي الكريمة: الزواج عقد شرعي يلزم به حقوق وواجبات، فللزوج على زوجته حقوق، ولها كذلك عليه حقوق "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف" [البقرة:٢٢٨] ، وقد وردت أحاديث كثيرة تبين هذه الحقوق، والرجل هو المسؤول عن النفقة، ويتعاون مع زوجته في الرعاية والتربية، وما ذكرتيه عن زوجك من عدم قيامه بالحقوق الزوجية من النفقة والمعاشرة فهو تنصل من المسؤولية، وإخلال بالأمانة التي سيسأله الله عنها، وللزوجة الحق في طلب الفراق إذا امتنع أو عجز عن القيام بواجباته، وليس له الامتناع من ذلك، وإلا أجبر عليه شرعاً، لكن ما ذكرت من قيامك بالإحسان إليه والنفقة عليه أمر تؤجرين عليه، والله يحب المحسنين، وحيث بلغتما من العمر هذه السن فالأصلح لحالك والأرفق بأسرتك الصبر ومواصلة الإحسان، وأما إحساسك أنه عالة فهو عالة ما دام على هذه الحالة، وكرهك له لا يحاسبك الله عليه، ما لم يصل إلى الاعتداء أو الأذى، أسأل الله -تعالى- أن يصلح حاله، وأن يجمع بينكما بخير ويختم لكما بالصالحات.

<<  <  ج: ص:  >  >>