للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لا يشعر برغبة نحو زوجته]

المجيب سعد بن عبد الله الماجد

عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/المشكلات العاطفية

التاريخ ٠٦/٠١/١٤٢٦هـ

السؤال

سؤالي هو: أنني متزوج منذ عدة أشهر، وأهل زوجتي من منطقة بعيدة، ومشكلتي ترتكز على أمور: بُعد أهلها وكثرة روابطهم الاجتماعية يزعجني. ليست على ما أريد، وقد استعجلت في زواجي ولم أراع الشكل. أشعر دائما أنني (لو أفارقها) سأرتاح. نظرة أقاربي وأهلي لها فيها نوع احتقار. أشعر أحيانا بعدم الرغبة في معاشرتها. لم أجد طموحي فيها، ولكن ما جعلني أصبر عليها أنها ذات دين، وخلوقة، وتحترم أهلي، وكذلك أجد احتراما من أهلها. سؤالي: كيف أزيل هذا الشعور، وهل تنصحني بالاستمرار معها؟ أرجو أن تكون الإجابة مفصلة. وشكراً.

الجواب

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:

فأشكرك أخي على ما كتبته من سؤال الاستشارة قبل الإقدام على فعل تندم عليه مستقبلا، واسمح لي بمناقشتك فيما كتبت:

أولا ً: هل بُعد مكان أهل الزوجة مما يزعج؟ أنت تعلم عن الكثير ممن يتزوج من دول أخرى عربية وغير عربية بيننا وبينهم آلاف الكيلومترات، ومع ذلك لم نجد من يرغب في فراق زوجته لبُعد أهلها!؟

بل إن بعد الزوجة عن أهلها يجعلها تلتفت إلى زوجها، فيكون هو أهلها فتسعى لكل ما يسعده.

أما بالنسبة للروابط الاجتماعية كما قلت، فهذا مما ينفعك ولا يضرك؛ لذا كان الزواج من خارج الأسرة والقبيلة مما يقوي مكانتها، ويكون فيه تعارف وتعاون في مصالح شتى، كما أن في الزواج من خارج الأسرة نجابة للأولاد وقوة في أبدانهم وعقولهم.

ثانياً: تقول استعجلت في زواجي ولم أراع الشكل؟

قولك لم أراع الشكل؟ هل تقصد مواصفات تريدها؟ إن كان كذلك فاعلم بأن الجمال الحقيقي هو في تقوى الله والاستقامة على شرعه، كما أن الإنسان لا يخلق نفسه وصفاته وأفعاله بل الله -تعالى- هو الخالق، فلا تعترض على خلق الله عز وجل.

وصفات الجمال وغيرها مما يدندن حولها بعض الجهلة، حيث يرسمون في مخيلتهم صورة فتاة شقراء وبمواصفات أخرى لا يهم ذكرها هي من آثار المسلسلات والأفلام التي تعرض على وسائل الإعلام الفاسدة.

بل إن الكثير من تلك الصور قد شكلت بأقلام وألوان المكياج، وقصات الكوافير. (وهذه هي ثقافة العولمة المرة؟)

كما أن المستوى -أعني الجمال- في الناس هو الوسط، وكل يحمل عيباً بين جنبيه قد يعلم به، وقد لا يتفطن لذلك إلا من شاء الله وسع ربي كل شيء علما.

كما أنه جاء في مسند الإمام أحمد (١١٣٥٦) عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاث تنكح المرأة على مالها، وتنكح المرأة على جمالها، وتنكح المرأة على دينها، فخذ ذات الدين والخلق؛ تربت يمينك".

فأي نصح بعد نصيحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا ينطق عن الهوى.

<<  <  ج: ص:  >  >>