للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[زوجتي لا تلتزم بالزي الشرعي]

المجيب عبد الله بن عبد العزيز الدريس

مدير إدارة التوعية والتوجيه بجهاز الإرشاد بالحرس الوطني

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الزوجية/ المشكلات الزوجية/ضعف الوازع الديني

التاريخ ٩-٥-١٤٢٤

السؤال

جزاكم الله كل خير عن هذه الأمة، سؤالي هو أنني رجل ملتزم والحمد لله، وأعاني من مشكلة مع زوجتي أساسها العناد الشديد، وأنا الآن على خلاف معها في لباسها فهي محجبة، ولكنها تلبس ملابس ضيقة قليلا، ولا ترتدي المانطو الشرعي، وهي لاترضى لبسه حتى الآن، مع العلم أنها مصلية ومقيمة لمعظم النوافل، وأنا لم أعد أتحمل هذا اللباس ولا أستطيع أن أكون ممن يرتضون الفاحشة بأهله، الرجاء الإجابة لأن المشكلة قد تتطور وشكر الله لكم.

الجواب

الأخ الكريم ...

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم "

قبل أن أجيب على سؤالك أود - أخي الكريم - أن تعطي الأمور حجمها الحقيقي بلا مبالغة أو استهانة، فالمبالغة تسد الكثير من طرق العلاج المتاحة، كما أن الاستهانة تبقي المشكلات بدون علاج.

إن مواجهة مشكلاتنا بتوتر يفوت علينا فرصاً كثيرة يمكن أن نستفيد منها، ويظهر لي توترك من قولك (ولا أستطيع أن أكون ممن يرضون الفاحشة بأهله) مع أني لا أرى في سؤالك ما يدل ولو من بعيد على ذلك.

وافتراضك أنه أساس مشكلتك مع زوجتك العناد يقابل بافتراض آخر، وهو أن تشنجك في علاجها ولَّد هذا العناد، فهما أمران متلازمان لا يكادان ينفصلان عن بعضهما.

أخي الكريم: لم تأت الشريعة بشكل أو لون أو فريضة محددة في لبس الحجاب، وإنما هي ضوابط إذا توفرت كان الحجاب شرعياً بغض النظر عن مسماه، وهي:

١. أن يستر به جميع البدن.

٢. أن لا يكون زينة في نفسه.

٣. أن يكون فضفاضاً غير ضيق.

٤. أن يكون صفيقا لا يشف.

٥. أن لا يكون مطيباً.

٦. أن لا يشبه لباس الرجال.

٧. أن لا يشبه لباس الكافرات.

٨. أن لا يكون لباس شهرة.

وبإمكانك أن تقارن هذه الشروط بما تلبسه امرأتك، وعلى أساسها يكون الحكم، لا أن يكون الحكم على أساس رغبتك أنت في لباس معين!! ثمة أمر مهم أود أن يكون حاضراً لديك، وهو أننا أحياناً قد ننفر الناس من تديننا حينما نشدد فيما لا يستند إلى دليل شرعي، وإنما أملاه علينا الواقع أو عادات المجتمع، أو الآراء الشخصية البحتة، وهذا تضييق لم يأمر الله سبحانه وتعالى به.

ونصيحتي لك أخي الكريم ما يلي:

أولاً: أن تسلك مسلك الرفق والروية والهدوء في معالجة مشكلاتك، وأن تعلم أنك إذا استطعت أن تتوصل لما تريد بالإقناع فلا تعدل عنه إلى غيره، فإن الأمر الشرعي إذا أخذ عن قناعة أخذ بقوة، فكان أدعى للثبات أمام المغريات، أما إذا لم يؤخذ بقناعة فلا يلبث أن يتغير بتغيرات الزمان أو المكان.

ثانياً: لو كانت زوجتك غير متدينة لربما كان لك شيء من العذر، ولكن ها أنت تصفها بأنها (مصلية، مقيمة لمعظم النوافل) ، وهذا يعني أن لديكما قدراً مشتركاً من القناعات يمكن أن يساهم في حل المشكلة.

ثالثاً: ليس هناك أسهل من التأثير على المرأة إذا أحسنت استغلال بعض صفاتها الفطرية، فالكلمة اللطيفة الحنونة والهدية تفعل ما لا يفعله العنف والتسلط، وما دام بينكما حب ومودة سيكون الأمر أسهل مما تتصور بكثير.

جمع الله قلبيكما على طاعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>