للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدرجة الرفض ينبغي أن تصل إلى الحد الذي يعي فيه الزوج أنها في النهاية مع إصراره على عدم الصلاة سوف تنتهي بنهاية العلاقة الزوجية. وفيما يتعلق بالإنكار لا بد من تبرئة الذمة وعدم العجلة بقطع العلاقة الزوجية. وإنما لا بد من التدرج ودفع الزوج بالوسائل الممكنة إلى القيام بواجب الصلاة. وعليك أن تفكري بالوسائل التي قمت بها سابقاً والوسائل الممكنة التي لم تستخدميها. خاصة وأنك ذكرت جوانب إيجابية تدل على قابلية الزوج للتغيير كما تدل على أنك قادرة على تغييره والتأثير عليه. من ذلك أن (زوجك إنسان طيب) ، (لا يقصر في واجباته المنزلية) ، (يحاول إرضاء رغباتك) ، (يعلم ولا ينكر وجوب الصلاة) ، (أطفالك في مدارس تحفيظ القرآن) ، (أمنيتك رجل صالح يعينك على نفسك) . فينبغي لك أختي السائلة أن تستغلي هذه الجوانب لتغيير زوجك. واجعلي من أمر الصلاة أهم رغبة لك. واستخدمي الوسائل التي تستخدمينها لدفعه لتحقيق رغباتك. وإذا لم تجد تلك الوسائل-مع أني أظنها كافية- فيمكنك الاستعانة بآخرين قادرين على التأثير عليه من أخ أو أب أو نحو ذلك بالطريقة المناسبة.

أختي السائلة.. هل ما ذكرتيه من إيهام نفسك بأنك تعيشين مع رجل صالح مجرد خواطر تتحكمين بها أو تحولت إلى أفكار ذات سلطة على تفكيرك. ثم ما مدى الاندماج مع هذا الوهم. أنصحك أختي السائلة أن تعرضي الحالة على أخصائية نفسية قادرة للتعرف على مدى عمق المشكلة وتساعدك على التخلص منها. لكنني أنصحك ألا تتساهلي في ذلك فالخاطرة تتحول إلى فكرة والفكرة تتحول إلى عمل. وقد ينقل صاحب الفكرة فكرته الملحة إلى عالم التخيل والوهم عندما لا يستطيع تحويلها إلى عمل، فعليك بالحذر. واعلمي أن الله وهب الإنسان القدرة على التغيير، فلا تشعري بالعجز، ولا تستعجلي النتائج. ثم اعلمي أن النتائج بيد الله - سبحانه وتعالى-، وما عليك إلا بذل الجهد وعمل المستطاع. ومشكلة الإنسان من نفسه فعندما تواجهه المشكلة ما يعاني من ضغوط نفسية (أحدها الشعور بالذنب) تدفعه إلى أحد خيارين: مواجهة المشكلة والبحث عن حل لها أو الانسحاب منها إلى عالم آخر ينسى فيه مشكلته ويتجنب الشعور بالذنب. فيبدو أنك اخترت الانسحاب وتجنب الشعور بالذنب بتخيل العيش مع شخص آخر. ويؤكد ذلك ما ورد في آخر السؤال من التساؤل حول ما قد يلحقك من إثم نتيجة لذلك وهل تعد خيانة زوجية أن تتخيلي العيش مع غيره؟ وميلك إلى الإجابة أو توجيهها حرصاً منك على تجنب الشعور بالذنب. وكما قلت فإن الله لا يحاسب على الخواطر بل إن من خطرت له خواطر سيئة وتجنبها كان له أجر لأن ذلك من الجهاد. لكن المشكلة في حالتك وهي تحتاج إلى مزيد إيضاح أنها انتقلت من الخواطر إلى معايشة تخيلية تعيقك عن القيام بحقوق زوجك عليك. بل ربما تعيقك عن القيام بحقوق أبنائك عليك. فعليك أختي السائلة ألاّ تتهاوني بهذا الأمر. وفقك الله وسدد خطاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>