للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لقد كبرت فمتى يدركون؟!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين

التاريخ ٨/٤/١٤٢٢

السؤال

أرجو منكم مساعدتي بأسرع وقت.

أنا فتاة كنت دوما المدللة لدي أبي لأني الصغرى بين أخواتي والمشكلة كيف اقنع من حولي أنني كبرت خاصة والدي.

الجواب

أختي الكريمة.. اشكر لك ثقتك.. وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.. بالنسبة لاستشارتك فتعليقي عليها من وجوه:

أولاً: صدقيني ذلك الشعور كثيراً ما يعتري الشباب في هذا العمر.. ويشغلهم كثيراً.. فهم فعلاً قد كبروا في عيون أنفسهم.. وحساب أيامهم.. ولكن أمام والديهم مازالوا أطفالا صغاراً. يخافون عليهم ويوجهونهم في كل صغيرة وكبيرة..!! فيحدث هنا التقاطع بين وجهات نظر الطرفين..!! والمعول هنا على الأبناء بأن يفهموا ويقدروا مشاعر الوالدين تجاههم.. وإنها لا تعني الاحتقار والتقليل من شأنهم.. بقدر ما تعني الخوف عليهم.. وعدم أدراك حقيقة أن الأيام تمر وأن الصغير يكبر..!!

ثانياً: حاولي ـ أختي الكريمة ـ أن تتفهمي وجهة نظر والديك ولا تحمليها اكثر مما تحتمل.. ومهما كبرنا.. فنظل أمام والدينا صغاراً نلتمس منهم العطف والتوجيه والحماية ونشعرهم بأننا كبار إلا عليهم..!! وهذه أول خطوة لا قناعهم بأنك فعلاً كبرت.. وأدركت مالك وما عليك تجاههم.

ثالثاً: حاولي أن تكوني إيجابية وعملية داخل المنزل.. وذلك بتولي بعض المهام وإتمامها من غير من ولا أذى.. والالتزام بذلك.. بشكل مستمر. وشاركي في إبداء وجهة نظرك " المتزنة " في بعض ما يطرح من قضايا الأسرة والمنزل.. ولا يشترط أن يؤخذ بها..! بل يكفي أن تطرحيها.. وتشعريهم بوجهة نظرك..ومع الوقت سيتضح لمن حولك..أن تلك الطفلة السابقة قد كبرت واصبح لها رأياً ووجهة نظر.. وشيئاً فشيئاً. . تحققين ما تريدين.

رابعاً: لا بأس من مكاشفة والدتك أو والدك بشكل مباشر.. أو عن طريق وسيط.. بهذا الشعور.. ولا تتوقعي تغيراً سريعاً.. ولكن يكفي أن تصل الفكرة إليهم.

خامساً: هذا الشعور غالباً يتلاشى بعد فترة.. وتتضح الأمور للجميع.. فلا يشغلك كثيراً.. وحاولي أن تشغلي نفسك ـ أختي الكريمة ـ بمكارم الأخلاق.. وأحسنها.. فيعزك الله ويرفع قدرك أمام الجميع. وفقك الله وحماك من كل سوء. وحفظك وحفظ لك.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>